أين الله ؟ (4(
بقلم: الشيخ محمد علي الشريف
نختم هذا الموضوع المهم بأقوال السادة العلماء .
(1) — عن كعب الأحبار – رضى الله عنه – قال : قال الله عز وجل فى التوراة : أنا الله فوق عبادى ، وعرشى فوق جميع خلقى ، وأنا على عرشى ، أدبر أمور عبادى ، ولا يخفى على شئ فى السماء ولا فى الأرض . قال الذهبى : رواته ثقات .
(2) — عن أبى قلابة – رضى الله عنه – قال : أهبط الله تعالى آدم ، فقال : يا آدم ، إنى مهبط معك بيتا يطاف حوله ، كما يطاف حول عرشى ، ويصلى عنده ، كما يصلى عند عرشى . قال الذهبى هو ثابت عن أبى قلابة .
(3) — عن قتادة – رحمه الله – قال : قالت بنوا إسرائيل : يا رب ، أنت فى السماء ونحن فى الأرض ، فكيف لنا أن نعرف رضاك وغضبك . قال : إذا رضيت عنكم استعملت عليكم خياركم ، وإذا غضبت استعملت عليكم شراركم . قال الذهبى هذا ثابت عن قتادة .
(4) — قالت امرأة لأبى حنيفة النعمان : أين إلهك الذى تعبده ؟ فقال لها : إن الله عز وجل فى السماء دون الأرض ، فقال رجل أرأيت قول الله عز وجل ( وهو معكم ) ، قال : هو كما تكتب إلى الرجل : إنى معك ، وأنت غائب عنه .
(5) — قال أبو حنيفة : من أنكر أن الله تعالى فى السماء فقد كفر .
(6) — قال الإمام مالك : الله فى السماء ، وعلمه فى كل مكان .
(7) — قال عبد الله بن المبارك : الله فى السماء السابعة على عرشه .
(8) — قال عبد الرحمن بن مهدى : إن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الله تعالى كلم موسى ، وأن يكون على العرش ، أرى أن يستتابوا ، فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم .
(9) — قال الإمام الشافعى : إن الله تعالى على عرشه فى سمائه .
(10) — قال على بن المدينى : إن الله عز وجل فوق السماوات على عرشه استوى .
(11) — قال الإمام أحمد بن حنبل : إن الله فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه وعلمه بكل مكان ، فقيل له : ما معنى ( وهو معكم ) قال : علمه محيط بكل شئ .
(12) — قال الخلال عن ابن طاهر : قال الله تعالى( الرحمن على العرش استوى ) إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى ، ويعلم كل شئ فى أسفل الأرض السابعة .
(13) — قال ابن خزيمة : من لم يقر بأن الله على عرشه استوى فوق سبع سماواته بائن من خلقه فهو كافر يستتاب ، فإن تاب وإلا ضربت عنقه ، وألقى على مزبلة ، لئلا يتأذى برائحته أهل القبلة وأهل الذمة .
وأقوال العلماء فى هذا الأمر كثيرة ، لو أردت أن استقصيها لطال بنا المقام ، ولكن فيما ذكرنا كفايه ، والله الهادى إلى سواء السبيل .