القائمة إغلاق

المتنازعون دائماً

المتنازعون دائماً
بقلم: الشيخ عبود الزمر

نهى الإسلام عن التنازع لكونه مقدمة الفشل قال تعالى { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا } ومن صور التنازع أن ينازع الإنسان قيادته بغير حق قاصداً أن يعزلها ويتولى مكانها وهو أمر ممنوع لما فيه من إزهاق الأرواح بلا طائل . 
ومن النزاع البغيض هو الذي يحدث بين الزوجين حول الحقوق المادية والأسرية والتى باتت تملأ المحاكم , والتي يسعد الشيطان بها حين تنتهي بالطلاق , ومن صور التنازع أن ينازع الورثة في الميراث فيريد كل واحد منهم أن يحيف على صاحبه مثل أن يحرم الأخ أخته من حقها ونحو ذلك من صور أكل أموال الناس بالباطل , وقد يكون التنازع بين الدول المتجاورة بسبب خلاف على الحدود كما هو بين مصر والسودان وذلك يجب أن يُحل بالتحكيم دون اللجوء للسلاح بخلاف التنازع مع دولة مختلفة في العقيدة وطامعة في التوسع كإسرائيل فلا يحسم النزاع إلا قوة تسترد الأرض المغتصبة كما حدث في حرب أكتوبر 73 , ولقد شاهدنا التنازع بين العراق والكويت الذي آل إلى حرب شاملة دمرت فيها قوات التحالف القوة العراقية التي كانت تمثل الاحتياطي الاستراتيجي للأمة العربية في صراعها مع إسرائيل , وربما يكون التنازع سياسياً بين بعض الدول على زعامة المنطقة مثل التنازع في مرحلة سابقة بين مصر والسعودية فجعلونا نفطر في رمضان ونصوم في العيد !! , وقد يكون التنازع بين أبناء الوطن الواحد بغرض فرض إرادة كل طرف لرؤيته أو بهدف تحقيق مكاسب سياسية ومادية وهذا النوع من أسوأ أنواع التنازع وهو غالباً ما يضر بالوطن كله ويُذهب الأمن والأمان عن ربوع البلاد لأنه إذا تحول النزاع السياسي إلى معارك قتالية فإن المشهد سيكون مؤلماً كما نشاهده اليوم في العديد من بلدان العالم العربي { اليمن – ليبيا – سوريا – العراق } ومما لاشك فيه أن الصراع بين الحق والباطل قائم إلى قيام الساعة وبالتالي فإن الوقوف إلى جوار الموقف الصحيح ونصرته لا يعد من التنازع المذموم قال تعالى {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق } وعلى الإنسان الصادق إذا نازع في شيئ وثبت خطؤه عليه أن يرجع فوراً لكون المرائي هو الذي يثبت على حاله الخاطئ مخافة قول الناس فيه , ولكن الصادق يدور مع الحق حيث دار . 
وختاماً فإن الدعوة إلى التآلف والتوافق هي المخرج لصور التنازع غير المبرر الذي عادة ما يسقط فيه القتلى من عامة الشعوب أكثر مما يسقط من الأطراف المتنازعة , فعلى المتنازعين أن يتقوا الله في أوطانهم ويسعوا إلى الاتفاق فيما بينهم , وإلا فالتحكيم الملزم والرضا بالنتيجة التي يحكم بها المحكمون حقناً للدماء وصوناً للأوطان من الضياع . 
والله المستعان

التعليقات

موضوعات ذات صلة