الجماعة الإسلامية بعد رحيل دربالة
بقلم: الشيخ حسين عبد العال
لقد مرت الجماعة الإسلامية منذ نشأتها بمحن شديدة وبفتن عظيمة وبابتﻻءات تهد الجبال وبفضل الله تعالى كانت تخرج من كل محنة أصلب عودا وأقوى شكيمة وأقرب في تقواها لربها واليوم قد مرت الجماعة بمحنة من أشد المحن بفقدها لقائدها ورمزها البطل الشهيد فضيلة الدكتور عصام دربالة والذي تمت تصفيته على يد الداخلية في محبسه بأمر من قائد اﻻنقﻻب وبتحريض ممن ﻻقيمة وﻻ وزن لهم محنة شديدة على الجميع عامة وعلى أبناء الجماعة خاصة ولكن ماذا عن الجماعة بعد رحيله رحمه الله.
إن الجماعة لمن ﻻ يعرفها ولمن لم يفهم طريقة سيرها تسمى بالجماعة اﻹسﻻمية ولم تسم بجماعة الشيخ عصام دربالة مع عظيم قدر شيخنا رحمه الله ثم إنها ما قامت ولم تقم على فرد مهما عظم دوره.
ولقد كان رحمه الله يعمل لهذا ﻷن الرجل العظيم هو من ﻻ ينقطع عمله بموته بل هو من يربي أجياﻻ تواصل العطاء بعده وتسير على نفس سيره بل وتطور كلما اقتضت الحاجة لذلك.
الجماعة بعد رحيل شيخنا رحمه الله على قلب رجل واحد قادها من قادها من أبنائها المخلصين فهي معه وبه وخلفه سيرا إلى الله تعالى، الجماعة بعد رحيل معلمنا رحمه الله مليئة بالكفاءات العلمية واﻹدارية والدعوية والسياسية ﻻ يهزها رحيل قائد منها أو عالم من علمائها أو شيخ من مشايخها وإن عظم قدره كالشيخ دربالة ﻷن الجماعة اكبر وأقوى وأعظم من ذلك بكثير.
الجماعة بعد رحيل الرجل العظيم دربالة كلها عصام دربالة الجماعة بعد رحيل الشيخ دربالة كما كانت تقف مع الحق تدور معه حيث دار تلعن الظلم والظالمين تكره النفاق والمنافقين تقف مع المظلوم حتى يعود الحق له حسبة لله ﻻ تريد جزاء من أحد وﻻ شكورا.
الجماعة الإسلامية بعد رحيل قائدها كما كانت من قبل ليس فيها صقور وحمائم بل كلها صقور ولهيب على الظالمين وكلها أيضا حمائم للمسلمين والمؤمنين والمظلومين ﻻ فرق بين من هم بالخارج أو بالداخل فالكل خلف قيادة واحدة بغاية واحدة وهدف عظيم.
الجماعة بعد رحيل قائدها دربالة تصطف خلف قائدها العظيم فضيلة الشيخ أسامة (وللعلم ساعة اﻻنتخابات تساوت أصوات الشيخ أسامة مع الشيخ عصام رحمه الله تعالى ثم تقدم الشيخ عصام في الجولة الثانية ) بل وتصطف خلف أي قائد لها تختاره في أي وقت تشاء.
الجماعة بعد رحيل شيخها ﻻ مكان فيها لمنافق وﻻ دعي إنما فقط ترحب بكل ابن بار من أبنائها فﻻ يزايدن على الجماعة أحد فالكل يعرف تاريخها المشرف لخدمة الدين وتضحياتها العظيمة لله ثم للوطن وللمسلمين وﻻ يصطادن أحد في الماء العكر أو يستغلن الظروف مدفوعا من جهات مشبوهة لينال من الجماعة شيئا فهيهات هيهات ورب الكعبة يا أعداء الله لترون الجماعة أزهى وأبهى وأنشط وأقوى في عملها لربها.