القائمة إغلاق

ما زلنا نتحدث عن الكبر (2)

بقلم: الشيخ محمد علي الشريف
الكبر بذرة خبيثة مزروعة في قلب كل إنسان، إن هو جاهدها وقاومها وأضعفها حتى أماتها، أصبح قلبه خاليا ونظيفا من هذا المرض العضال ، وإن هو سقى هذه البذرة ورعاها حتى تصبح شجرة خبيثة ، قضت على إيمانه ، لأن الكبر والإيمان عدوان دائمي الصراع ، فينتصر الأقوى منهما و يطرد الأضعف من القلب .
والمتكبر من أهل النار ، لقول الله تعالى : ( إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) أي صاغرين ذليلين مهانين .

ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( احتجت الجنة والنار فقالت النار في الجبارون والمتكبرون ، وقالت الجنة في ضعفاء الناس ومساكينهم) رواه مسلم .

ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يخرج من النار عنق له أذنان تسمعان ، وعينان تبصران ، ولسانان ينطقان ، يقول وكلت بثلاثة : بكل جبار عنيد ، وبكل من دعا مع الله إلها آخر، وبالمصورين ) رواه الترمذي ، وقال حديث حسن صحيح .

ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر ) متفق عليه ، العتل : الغليظ الجافي ، والجواظ : المختال في مشيه
وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المتكبر ، فعن سلمة بن الأكوع رضى الله تعالى عنه قال : إن رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كل بيمينك ) قال : لا أستطيع قال : ( لا استطعت ) ما منعه إلا الكبر قال : فما رفعها إلى فيه ) رواه مسلم ، فهذا الرجل منعه الكبر أن يستجيب لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشل الله يده ، فشلت في الحال ، ولم يستطع أن يرفعها إلى فمه بعد ذلك ، لأن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم مستجاب .
والمتكبرون لا يزكيهم الله ، ولا ينظر إليهم ، ولهم عذاب أليم ، ذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا يزكيهم ، ولا ينظر إليهم ، ولهم عذاب أليم ، : شيخ زان ، وملك كذاب ، وعائل مستكبر(
وقد خسف الله الأرض بأحد المتكبرين من شدة غضبه عليه ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بينما رجل يمشى في حلة ، تعجبه نفسه ، مرجل رأسه ، يختال في مشيته ، إذ خسف الله به ، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة ) متفق عليه .
والله يغضب من المتكبرين ، ومن غضب الله عليه هلك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من رجل ، يختال في مشيته ، ويتعاظم في نفسه ، إلا لقى الله وهو عليه غضبان ) صححه الألباني .
اللهم لا تجعلنا من المتكبرين ، ولا تغضب علينا يا رب العالمين ، آمين ، وللحديث بقية إن شاء الله تعالى .

التعليقات

موضوعات ذات صلة