القائمة إغلاق

خيارات تركيا الصعبة

مسألة خاشقجى رحمه الله لها تبعات خطيرة على المملكة العربية السعودية الشقيقة شعبا وقيادة ، وتركيا تعى هذا جيدا ..
لذا خيارات التعامل مع هذه الجريمة مقلقة بالنسبة لتركيا ..
فتركيا دوما ترفع شعار الوحدة الاقتصادية والنهوض بالعالم الاسلامى ليكون له دور عالمى مؤثر ، وكثير من مواقفها يؤكد هذا الأمر ، وهى تعلم جيدا أن أى خطوة تخطوها فى اى موضوع يجب أن يرتكز على أساس مهم وهو عدم إضعاف أى دولة إسلامية ، أو إجبارها على الارتماء فى أحضان الدول المعادية لفكرة الاتحاد الاسلامى ، لذا ربما تبتلع تركيا أخطاء بعض تلك الدول حرصا على سلامة الهدف الأسمى الذى تهدف إليه ، وعمليا قد حدث هذا من قبل ولعل قيادة تركيا تعلم علم اليقين دور بعض القيادات العربية فى الانقلاب الفاشل ومع ذلك غضت تركيا الطرف عن ذلك على الأقل حتى الأن ، كما أن دور دويلة صغيرة فى تمويل بعض المنظمات الخطرة على الدولة التركية لا يخفى على أردوغان ومع ذلك يتم غض الطرف أيضا ، البعض ربما يرى أن تركيا تتمهل وتتمهل حتى يلتف الحبل على أعدائها ، ولكن من وجهة نظرى أن تركيا يهمها هدف أسمى وهو إبقاء الباب مفتوحا حتى أخر المدى أمام حدوث تفاهم عربى اسلامى يسفر عن وحدة اقتصادية تقودها تركيا ،
لذا اعتقد أن تعامل تركيا المرن فى موضوع خاشقجى هو تعامل مناسب جدا لفكر قيادتها ، وتعويل البعض على إحداث انفجار يهز بعض العروش ربما هو تعويل فى غير محله ، ولكننا يمكن أن نستبشر بحدوث تغيرات مهمة على الصعيد السياسى لبعض دول الشرق الأوسط على المستوى الغير بعيد ، ربما الحدث سيدفع فى اتجاه تغييرات فى بعض المواقف السياسية لتلك الدول ، ربما كإحداث تقارب بين دول الخليج وقطر على سبيل المثال ،
وربما سيجد البعض أن مرونة تركيا فيما يخص تلك الجريمة يتعارض مع مبدأ العدل والقصاص ومعاقبة المجرم ، وربما ستطال الاتهامات لأردوغان من قبل بعض محبيه ولكن يبدو أن الرجل يسير بخطوات محسوبة تعتمد على الهدف الذى يود تحقيقه والذى يراه من العلو بمكان ،
علما بأن جنسية خاشقجى الأمريكية وكونه إعلاميا مشهورا سوف يجعل للجريمة تبعات مهمة تحتاج لدراسة متعمقة من أهل الاختصاص ..
جمال الكومى

التعليقات

موضوعات ذات صلة