بقلم الأستاذ علاء العريبني
تابعت الكثير من الأساتذة الأفاضل يتحدثون عن نجاح التجربة التركية وعن إمكانية تكرار التجربة أو النموذج التركي في بلادنا وأنها الحل الأمثل الذي ينبغي لأي حزب أو جماعة تسعي إلى الإصلاح والنهوض أن تنتهج نفس النهج التركي . ولكن بحسبة بسيطة ستجد أن هناك فرق شاسع بين تركيا وبين بلادنا العربية تركيا دولة واحدة لا تنتمي إلى إقليم بعينه المخاطر والعوائق معلومة العمل كان علي مستوى الدولة فقط لم تكن تركيا أرث لمستعمر ما زالت أزرعه فيها وأطماعه لم تنتهي .. ولكن لو نظرت إلى محيطنا العربي ستجد تشابك وترابط من الصعب تطبيق نموذج يمكن له النجاح في أي دولة من الدول العربية وذلك خشية انتقاله من دولة لأخري فنجاح تجربة إصلاحية في أي دولة عربية سوف ينتشر في معظم الدول وهذا الأمر لن تقبل به الدول العربية ذات الثقل ستحاربه وتفعل المستحيل لتسقطه حتي تستطيع المحافظة على عروشها فالواقع هنا يختلف كثيرا عن تركيا ومن وجهة نظرى أن تطبيق النموذج التركي في بلادنا ربما يكون محكوم عليه بالفشل ما لم يعى من يقوم بهذا الأمر الواقع على الأرض بلادنا تحتاج لنموذج خاص بها يتوافق مع التاريخ والجغرافيا لأنه من الصعب أن تعمل أي دولة عربية وكأنها مستقلة عن محيطها العربي ..
الخلاصة ..
الأتراك كانوا يواجهون دولة واحدة متى ما استطاعوا أن يتجاوزوا هذه الإشكالية ويتحرروا تنتهي الأزمة الداخلية ويبقى أزمة القومية وأزمة المرجعية والعودة إلى الإسلام، أما العرب فيواجهون عشرين دولة وظيفية هي مراكز ضبط وسيطرة للمنطقة، فكلما فكر شعب في النهوض أو حاول يجد أن المنظومة كلها تتداعى عليه