القائمة إغلاق

ماذا تعني (الأحواز) للعرب؟

 

د أحمد زكريا عبداللطيف

أصبح جسد الأمة مثخنا بالجراحات،حتى لا نكاد نشعر بأعضائنا ،إلا إذا أوشك العضو على البتر،والأحواز نموذجا!

و من كثرة الطعنات الموجهة لجسد الأمة أصابتنا البلادة ،فما عاد لون الدم ولا صراخ الأبرياء يحرك فينا ساكنا،أزمتنا أننا تعودنا القهر والهوان،وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ماذا نعرف عن الأحواز؟

يبلغ تعداد سكان الأحواز 8 ملايين عربي من العرب الأصليين في وطن تبلغ مساحته 372 ألف كيلو متر مربع تمتد من مضيق باب السلام أو ما يسمى هرمز إلى العراق. وقضية بهذا الحجم لا يمكن للعرب أن يتناسوها وينسوها فهي قضية عربية يجب أن نمد يد العون لها لأن أرض الأحواز هي الجبهة الأمامية للتدخلات الفارسية، وسيثبت التاريخ أن الأحواز إذا تحررت ستكون السد المنيع للتدخلات الفارسية في الوطن العربي، ومن جهة ثانية إن تحرير الأحواز هو السند الرئيس للعروبة في الخليج، “يعني” إذا تحررت الأحواز تحررت الضفة الشرقية للخليج العربي، فيكون الخليج عربياً بكل أصالته وعراقته. ورغم عدالة القضية الأحوازية إلا أنها مغيَّبة عنا كعرب لذا علينا إلقاء الضوء عليها لأن إثارتها ستوضح للعالم الأطماع التوسعية لإيران كما أنها ستشكل ورقة ضغط على الفرس خاصة في ظل تدخلهم في شؤوننا العربية. الأحواز تمثل دولة خليجية غنية بالنفط تقع تحت الاحتلال الإيراني منذ 81 عاما، وتسمى عربستان أو خوزستان أو عرب الهولة، ويطلق على هذا الإقليم اسم الأهواز بالفارسية لأن الفرس لا ينطقون حرف الحاء العربي.

تتكون الأحواز من المحافظات التالية: الفلاحية، المحمرة، عبادان، الحويزة، الخفاجية، البسيتين، معشور، الخلفية وتستر.

و الأحواز التي كانت إمارة عربية مستقلة قبل سقوطها عام 1952 وقبل تأسيس الدول العربية الحديثة، كان شعبها أول من ناصر القضية الفلسطينية بعد وعد بالفور المشؤوم، و زيارة الشيخ الحسيني للأحواز عام 1921 شاهد على ذلك و موقف الشيخ خزعل الذي جاء ضمن كتاب يقول فيه :إن الشعب الأحوازي سيفتدي القدس بنفسه و لن يقبل تدنس أرض عربية من قبل اليهود كما جاء في نص الرسالة (في كتاب الأحواز الماضي، الحاضر و المستقبل) (ص 205) الموجهة إلى المعتمد السياسي البريطاني في الخليج العربي السر “برسي كوكس” حيث كان ذلك موقفا قوميا مشرفا في حينه.

كانت الأحواز قد احتلت من قبل الدولة الفارسية و على يد رضا شاه بهلوي في ظروف دولية و إقليمية خاصة، حيث انهيارالسلطنة العثمانية المنافس للإيرانيين في المنطقة وعلى الأحواز خصوصا و كذالك بعد انتصار الثورة البلشوفية وإعلان الإتحاد السوفييتي السابق عام1917 .

وبعد الثورة المعلوماتية الهائلة ،بدأ العالم يتعرف على ما يجري في الأحواز من ظلم و اضطهاد بحق أكثر من خمسة ملايين عربي يعانون من فقدان أبسط حقوقهم الإنسانية وما يجري من بطش وقتل وحرمان للشعب الأحوازي في ظل الحكم الحالي المدعي للإسلام.

جرائم الإبادة ضد أهالي الأحواز:

ارتكب الجنرال الإيراني “أحمد مدني” الحاكم العسكري للأحواز في مدينة “المحمرة”العديد من المجازر البشعة،فقد قتل ما يقارب الأربعمائة من أهلنا العزل و جرح أكثر من خمسة ألاف و تشردت بسبب قمعه آلاف العائلات الأحوازية إلى العراق المجاور خلال مجزرة عرفت في الأحواز بـ”الأربعاء السوداء” و ذالك في اليوم التاسع و العشرين من مايو لعام 1978،وهذه المقتلة وغيرها بغرض القضاء على الهوية العربية السنية لأهل الأحواز،وإحكام السيطرة حتى لا تتحرر وتنشيء دولة مستقلة.

ومازالت الدولة الفارسية الشيعية تمارس سياسة القمع والإقصاء بحق الشعب الأحوازي،في غياب ضمير العالم عن نصرة قضايا المسلمين في أنحاء العالم.

لذا علينا جماعات وأفرادا وشعوبا أن نتحرك لنصرة الأحواز،بنشر قضيتهم وتعريف شبابنا بهم،وفضح مخططات إيران لفرض هيمنتها على الخليج العربي،ولا ننتظر الحكومات،فهم في سبات عميق وتحكمهم المصالح .

التعليقات

موضوعات ذات صلة