وأثار عدم تعليق فرنسا الرسمي على الضربات علامات استفهام على دافعها، إن صدقت المعلومات الروسية بأنها صاحبة الهجوم، إذ أكدت وزارة الدفاع الروسية، أن باريس وراء الهجوم، وأن وسائل مراقبة الأجواء الروسية سجلت، مساء الاثنين، إطلاق صواريخ من فرقاطة فرنسية من البحر الأبيض المتوسط.
وما يثير التكهنات بشكل أساس، المعلومات التي تؤكد وجود منشآت كيماوية للنظام السوري في اللاذقية السورية.
إلا أن الخبير العسكري الخبير بملف السلاح الكيماوي، زاهر الساكت، قال : إن المنطقة المستهدفة، والمستودع الذي أصابته الهجمات الفرنسية المفترضة، لا يحتوي على السلاح الكيماوي.
وأوضح أن الهجمات الفرنسية استهدفت اللواء 107 بحر، أي الذي يملك صواريخ أرض بحر، وهناك يوجد في مناطق في اللاذقية اللواء الذي يملك سلاحا ضد السفن البحرية.
وقال: “تم تدمير مستودعات الصواريخ هذه بالكامل، ولا تحتوي على السلاح الكيماوي”.
وبين أنه لا يمكن لنظام الأسد أن يحتفظ بالسلاح الكيماوي في المناطق التي تم ضربها أمس الاثنين، بسبب أن هناك غابات، وفي هذه البيئة تبقى المادة السامة ثابتة أكثر من المناطق المكشوفة.
وتناول أسباب الضربة، بأن فرنسا قد تكون شكت بأن هذه المستودعات قد تحوي السلاح الكيماوي، فقد يكون النظام السوري قد قام بتخبئة الكيماوي فيها، إلا أن هذا مستحيل بسبب أن انتشار الكيماوي في الغابات كارثي جدا بسبب أنه يبقى فيها لفترة طويلة، وفق قوله.
وأضاف: “ربما شعرت فرنسا بأن في هذه المناطق أنفاق في الجبال، يريد أن يضع فيها أسلحة كيماوي، وهذا احتمال وارد بأن يقوم في المناطق الجبلية بتخبئة سلاحه الكيماوي”.
ورجح أيضا أن تكون الضربة استباقية لحماية تواجدها البحري هناك.
وأكد الناطق الرسمي باسم جيش الإحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي أن الغارات التي شاركت فيها إسرائيل أغارت الليلة الماضية “على منشأة للجيش السوري كان مخططا لنقل أنظمة لإنتاج أسلحة دقيقة، وقاتلة، منه إلى إيران وحزب الله في لبنان، وفق قوله.
وقال: “هذا السلاح كان مخصصًا لاستهداف إسرائيل، ويعد تهديدا غير محتمل باتجاهها”.
ومنذ إعلان روسيا أن فرنسا خلف الهجمات الصاروخية التي استهدفت موقعا للنظام السوري في اللاذقية وراح ضحيته اثنين بحسب المرصد السوري، إلا أن باريس لم تصدر أي تصريح رسمي ينفي أو يؤكد الأمر.
أما عن الصحف البارزة في فرنسا، فلم تتناول الأمر بأي تعليق فرنسي عن الضربة، إلا نفيا نقلته صحيفة “لوموند” بأن “فرنسا لن تتدخل عسكريا إلا بعد أن يستعمل بشار الكيماوي”.
وبحسب موقع “آرتي” فرنسا، فإن “روسيا أكدت أنها رصدت صاروخيا فرنسيا قادما من بارجة في البحر المتوسط مساء أمس الاثنين في الوقت ذاته الذي كانت تطلق فيه إسرائيل صواريخ على المنطقة ذاتها”.
بحسب موقع “فرانس سوار”، فإن ناطقا باسم الجيش الفرنسي، قال إن “القوات الفرنسية تنفي تورطها في الهجوم” الذي نتج عنه اختفاء طائرة روسية.
ورغم تصريحات الناطق باسم الجيش الفرنسي من باريس للصحفيين، إلا أنه لم يتطرق أبدا للمعلومات الروسية بشأن هجوم فرنسي على اللاذقية السورية.
في حين نفى الناطق باسم “البنتاغون” الأمريكي من واشنطن أن تكون “الصواريخ مصدرها الجيش الامريكي”، رافضا أن يوضح أي معلومة أخرى لدى الجيش حول الجهة المسؤولية عن الهجوم، قائلا: “ليس لدينا شيء آخر نقوله في الوقت الحالي”.