القائمة إغلاق

وداعا حارس الصرح *


شعر / سلطان إبراهيم 
الضاد تبكي حارسا للصرح ** لغة البطولة منَ يجيء بفتحِ؟!
العشق درعٌ للفتى وحسامه ** نبض يهلُّ على الفؤاد بصبح 
من أي نبع يا ترى سلساله **قد فاض رقراقا بساح الشرح 
عَبَرَ المدى وكأنما هو صفحة **من سفْر عزٍّ تستقر بلوحِ
قد جاءنا من بعد أن كاد الظما ** يودي بأنفسنا بوبل ٍ سمحِ
لما رأينا من بكفهم الدوا ** جاءوا لرش الملح فوق الجرح
كم خالط الغث السمين وكم سرت **دعوى القبيح تؤزهم للقبح
كالفجر جاء تحفُّهُ انسامه ** بالعطر يحذي الدار طيب النفح
قد عانقت أرواحه أرواحنا ** فبأي سر جئتنا يا (فتحي )
كم درٍة أحضرتها من أبحر ** يا مولهًا بالغوص بعد السبح
نلقاك نوقن أن قلبك عاشق ** لبلاغة القرآن إذ تستوحِي 
أفصحت كيف أتى الحديث مبينا ** لجوامع الكلمات عند النصح 
وشدوت شعر العُرْبِ صرت مغردا ** أطربت أفئدة بعذب الصدح
وسقيتنا شهد الفصاحة سائغا ** من كفك المعتاد جود المنح
نبهتنا للخصم جاء بمكره **يرمي السهام وطاعنا بالرمح
يسعى لهدم حصوننا بخديعة ** تبدي الخسارة للورى كالربح
لكنما أهل النهى لم يحفلوا ** ببريق زيفهم وخبث الطرح
وصمدت أنت فكنت أشجع فارس **بالعاديات كررت ياللضبح
وحملت سيف بسالة في وجه من **قصد البيان اليعربي بنطح
ولقد نفثت فينا العزم حتى أننا ** صرنا نراك إمامنا في الكدح
يا أيها البطل العظيم فديتنا ** عند الوطيس وفي اشتداد اللفح
يا صاحب القلب المليئ شهامة** ونبالة ما كنت أهل الشُّحِ
كسنابل الخيرامتلأت تواضعا ** ما مال غير الممتلي بالقمح
غرس نبيل لا يكف عن العطا **والجذر ممتدٌ وظل الدوح
ماذا أقول وكل حرفي عاجز **وقت الرحيل لكم يهيّج بوحي
أنا إن عجزت فإن حسبك من يرى **صنع الجميل وما خفى من لمح
ولقد سألت الله جل جلاله **كي ما يمنُّ عليكمو بالصفح
ويثيب سعيكمُ بدار كرامة ** بين الهداة ومن سعى بالصلح
ــــــــــــــــــ
في رثاء استاذنا الجليل ووالدنا الكريم ( صاحب كتاب اللغة الباسلة الأستاذ الدكتور فتحي جمعة رحمه الله تعالى )
التعليقات

موضوعات ذات صلة