بقلم / الشيخ علي الديناري
~~~~~~~~~
خمس سنوات مضت على مذبحة رابعة أكرم الله شهداءها وثبت أهلهم فالآن لابد من وقفات
ـ أهم الدروس المستفادة من هذا الحدث الضخم
أنه لابد من الكف عن لطم الخدود وشق الجيوب ولابد من الافاقة لرؤية الواقع والنظر فيما يجب علينا.
ـ كثير من الذين قعدوا لاشغل لهم الا انتقاد كل عمل لم يعملوا شيئا يذكر
ـ الجموع الهائلة التي كانت في الميادين لو توجهت الى جهاد الكلمة والدعوة الى الله لكان لها تاثير عظيم
ـ في كل الأحوال لابد أن تستمر الدعوة وتستمر معركة الوعي
ميادين العمل كثيرة وخسارة احد الميادين حتى لو كان رئيسا لاتعني القعود وترك بقية الميادين
بعد خمس سنوات تميزنا الآن الى:
ـ عاملين بقدر استطاعتهم فيما يمكنهم عمله وهم قلة
ـ محبطون تركوا كل شيء وانهزموا نفسياً
ـ مشاغبين لاشغل لهم الا انتقاد أي عمل دون عمل
ـ متفرجون
الشباب كانوا يريدون ضربةواحدة ناجزة تعيدالأوضاع الى ماكانت من قبل ولم ينجح أحد في اقناعهم أن هذا لايكون ابدا فالصبر لامفر منه
ـ البعض يريد جماعة تنتصر ولاتنهزم أبدا وتصيب ولاتخطيء ابدا وهذا لايكون عصام دربالة
ـ كشفت هذه الأحداث أن جموعا كبيرة لم تعرف طبيعة الطريق فمنهم من انهزم ومنهم من صُدم ومنهم من انصرف الى الدنيا
بداية تعامل التيار الاسلامي مع الأوضاع لم تكن بعد بداية السقوط وانما كانت منذ ظهور الأمان فقطاع هائل من الاخوة وجدوها فرصة يسثمرونها في إشباع آمالهم الدنيوية والوصول الى طموحات ودرجات عالية فيها
لقد فعلوا كما بدا لبعض الصحابة أن يفعل فقالوا الآن فشا الاسلام وانتشر فعليا أن نعود الى أموالنا وزروعنا فنصلحها فنزل قول الله تعالى (ولاتلقوا بأيديكم الى التهلكة)
لقد كانت الفرصة أمام كل التيار الاسلامي لينطلق مستثمرا كل الأبواب التي فتحت وهذا قد حدث فعلا ولكن ليس بالنسبة المطلوبة في معركة ظنوها قد انتهت بينما في الحقيقة كانت قد بدأت واستجمعت كل قواها بل اننا لم نستخدم حتى الأبواب التي كانت ممكنة فكثير من مقرات الأحزاب والجمعيات الخيرية بل حتى المساجد لم تجد من يشغلها وعدد كبير من الاسلاميين تركوا اماكنهم التي كانوا يعملون فيها لله.
صحيح أن أعدادا كبيرة قد اقبلت بعد احجامها لكن معظم هؤلاء شغلوا أماكن الوجاهة والظهور ثم نركوها وظلت أماكن العمل الخفية المؤثرة تحتاج لمن يشغلها ولذلك ازدادت الأحمال والأعباء على القيادات والشخصيات البارزة الى درجة انشغالهم عن مهامهم الأساسية وكان ذلك في كل الجماعات الاسلامية وساعد على ذلك أيضا عدم وجود مؤسسات حقيقية تعمل بنظام مؤسسي بل كل القرارا تحتاج الى القيادة المركزية التي كانت مشغولة بالشأن العام وتطوراته السريعة
فالآن هل نكفر عن هذه السيئة ونعود فننظر في الفرص المتاحة مهما كانت ضيقة ونشغلها تكفيرا عن الماضي وإعذارا الى الله؟
أم سنظل كما نحن نتكلم كثيرا وكأننا نريد من غيرنا أن يتقدم و يعمل بالإنابة عنا؟
ان حلول هذه الذكرى مع العشر الأواخر يعطينا الأمل في أن يجد كل منا في نفسه قوة لمراجعة نفسه بتوفيق الله تعالى
والسؤال الذي يجب أن يساله كل منا لنفسه هل فعلا يريدالآخرة أم أن هذا كان في زمن ما ثم انصرف عنه الى ارادة الدنيا؟
كذلك السؤال الهام:ماذا يفعل الآن لأجل الدين؟ أقصد من أجل صحة تدينه هو لا أن يتفضل على الدين فالدعوة الى الله واجب وتركها كلية ينفص من دين المسلم فماذا يفعل هو الآن؟
نتمنى أن تعطينا العبادة في العشر الأوائل قوة
لنقوم بها من الكبوة ونستقيل بها من العثرة فنعود أولا الى عباداتنا التي هجرناها خصوصا مراجعة القرآن والمواظبة على صلاة الفجر والصلاة في المساجد وليس في البيوت والانشغال بالعمل وعدم تضييع الأوقات واستغلال الفرص
لعل ذلك يقوم بنا من الاحباط وترك العمل ويعود بنا الى حب الدعوة وتحدي عقباتها فنحن الآن أصبحنا نتحجج بأي عقبة رغم أنها كانتت موجودة من قبل وكنا نتحداها ونتخطاها فنحن طول عمرنا في الدعوة نتلقى ضربات لكن لاننهزم نفسيا
لعل العبادة تعيد الى قلوبنا اليقين والثقة فتصفوالقلوب وتطمئن النفوس فتعود رؤيتها للحقيقة واضحة كما كانت فنرى أن كل مايحدث هو طبيعة الطريق وليس فيها أمرا مفاجئا (لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيرا)(أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولارسوله ولاالمؤمنين وليجة)
الذين من الله عليهم بالثبات يجب عليهم أن يشكروا نعمة الثبات بتثبيت اخوانهم وبالدعوة الى الله
لقد نسينا روح الدعوة وحب الدعوة ومهارات الدعوة والداعية فلنعد اليها من قريب قبل ان تزيد بيننا وبينها الحواجز
اللهم وفقنا لما تحب وترضى