شعر / سلطان إبراهيم
**
الخطب فوق الوصف والأشعار ** ولظى فؤادي فوق لفح أواري
فالخطب قد عقد اللسان بهوله **قد دك قلبي حين هد جداري
سفن البيان على مرافئ خطبنا **وقفت فلم تقوى على الإبحار
فوق الخيال وفوق تصويري وفــوق الحرف فوق مدارج الأفكار
كل المعاجم قد غدت كلماتها ** بجوار حزني غاية الإحصار
أنا عاجز مهما أقول فلن أفي **ولذا سأرسل في المدى أعذاري
من لي بقافية تفرد لحنها ** من لي بأخيلة من الأنوار
من لي بقلب للمعاني نابض ** يخفق يحكي لوعة الأوتار
ثارت براكين الأسى في مهجتي ** وتفجرت تذكي لهيب النار
ماذا أقول وكيف أنعي شيخنا ** ماذا أقول لفارس الثوار
ماذا أقول لشمس أمتنا التي ** شعت بضوء الحق في الأمصار
ماذا أقول لقائد الركب الذي ** يهدي الجموع على طريق الباري
أعصامُ يا نور القلوب ونبضها ** يا معلما للخير والأخيار
أعصامُ طاب مسيركم نحو الفدا ** متحديا للهول والأخطار
أعصام ُكنت أمامنا في دربنا ** من خلف خطوك كل ليث ضاري
أعصام يا رمز الثبات بأمتي **في وجه أهل البغي كالإعصار
ضاق الطغاة بصوتك الحر الذي ** بالصدق يزكي عزمة الأحرار
قالوا اسجنوه وعذبوه فربما **يوما يلين لقسوة الأسوار
ولتمنعوا عنه الدواء فعله ** يوما يطأطأ هامه بصغار
ولتمنعوا عنه اللقاء بأهله ** فعساه أن يركن إلى الأعذار
لم يعلموا أن الأبي يزيده ** البغي إصرارا على الإصرار
لم يعلمو أن الكمي بعزمه ** يعلو برغم مكائد الأشرار
ما زال في درب الصمود كعهده ** حتى أتاه الموت في استبشار
يا أيها التاريخ سجل للدنا **صفحات أمجاد وآي فخار
إن يرحل الحر الكريم فخلفه ** يمضي التقاة على خطى الأطهار
فعصام حي في ضمير من اغتدى **بالحق يكمل أشرف المشوار
أعصام دم علم الهداية بيننا ** وليبق ذكرك طيب الأعطار
والله أسأل أن يثيبك سيدي ** بالخلد تسكنها مع المختار
التعليقات