القائمة إغلاق

لماذا اعتقال سفر الحوالي الآن؟

 

د أحمد زكريا عبداللطيف

هو سفر بن عبد الرحمن بن أحمد بن صالح بن غانم آل غانم الحوالي من الأزد من منطقة الباحة تقع جنوب غرب السعودية – هو أحد علماء أهل السنة والجماعة، في السعودية و له حضور إعلامي وثقافي واجتماعي على الصعيد العربي والإسلامي، أشار إليه بعض المفكرين الغربيين في كتاباتهم مثل هانتنجتون الذي كتب صدام الحضارات ، وكذلك الباحث والخبير الأميركي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية كوردسمان والذي خصص جزءاً من الدراسات عن السعودية وأشار فيها إلى سفر الحوالي وسلمان العودة.

بالإضافة إلى تقارير من مجموعة الأزمات الدولية التي أشارت إلى الحوالي ودوره في الساحة السعودية السياسية والفكرية.

برز الحوالي مع حرب الخليج وفاجأ الجميعَ بجرأته وبخطابه السياسي غير التقليدي، إذ رفض الاستعانة بالقوات الأميركية في هذه الحرب بوضوح شديد مختلفاً في الرأي مع السلطة السياسية بقيادة الملك فهد والمؤسسة الدينية بقيادة الشيخ عبد العزيز بن باز، وقدم رؤيةً سياسية جديدة على الخطاب الإسلامي المحلي تتبع فيها تطور المخططات الغربية والأميركية لاحتلال الخليج العربي منذ حرب أكتوبر عام 1973 وألف كتاباً مهماً يتضمن مناشدة لعلماء السعودية الكبار آنذاك – ابن باز وابن عثيمين – ويحتوي الكتاب رصداً للمخططات الأميركية بعنوان ” كشف الغمة عن علماء الأمة” والذي عرف فيما بعد “وعد كيسنجر والأهداف الأميركية بالخليج”، بل توقع الحوالي بأن الولايات المتحدة ستقوم حتماً بعمل يضمن مصالحها ووجودها المباشر في الخليج العربي قبل وقوع الأحداث وقبل غزو الكويت وذلك بمحاضرة لهُ بعنوان “العالم الإسلامي في ظل الوفاق الدولي”.

وأسهم في إثراء الحركة الإسلامية بمجموع قيمة من عصارة فكره منها:

العلمانية نشأتها وتطورها وأثرها.(الماجستير)

ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي. (الدكتوراة)

القدس بين الوعد الحق.. والوعد المفترى.

كشف الغمة عن علماء الأمة (وعد كيسنجر والأهداف الأمريكية في الخليج).

منهج الأشاعرة في العقيدة.(مؤلف صغير).

يوم الغضب هل بدأ بانتفاضة رجب. (قراءة تفسيرية لنبوءات التوراة عن نهاية دولة إسرائيل)

رسالة من مكة عن أي شيء ندافع؟ (رد على خطاب المثقفين الأمريكيين الستين، والمعنون بـ (رسالة من أمريكا.. على أي شيء نقاتل؟).

الموقف الشرعي من أحداث 11 سبتمبر

الانتفاضة والتتار الجدد.

مقدمة في تطور الفكر الغربي والحداثة.

أصول الفرق والأديان والمذاهب الفكرية المعاصرة.

منهج الأشاعرة في العقيدة (كتاب كبير جديد غير الكتيب المختصر).

تقديم لكتاب (قدم العالم للكواري).

تحقيق كتاب: “الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح” لشيخ الإسلام ابن تيمية [وفي الكتاب مقدمة نفيسة للمحقق يحسن قراءتها].

وقد كان من أهدافه ترجمة هذا الكتاب إلى اللغات العالمية الحية لمقاومة التنصير في الشرق والغرب ولكن لم يتم ذلك.

فرغت إحدى الدور شرحه وتعليقه الصوتي على شرح ابن أبي العز على الطحاوية والذي كان يلقيه سنة 1405هـ وهو في الثلاثين من ريعان شبابه وهو شرح نفيس وكنز غالي يبهرك بسعة اطلاعه وبراعته في تقريب المعلومة واعتزازه بمذهب السلف وحدة فهمه.

• أعمال القلوب (عدة محاضرات قد تم تفريغها في كتاب ).

سفر الحوالي يكشف المستور:

أثار كتاب “المسلمون والحضارة الغربية”، المنسوب للمفكر الإسلامي السعودي المعروف سفر الحوالي، جدلاً كبيراً داخل المملكة العربية السعودية، حيث تناولت موضوعات الكتاب، الذي تجاوز 3 آلاف صفحة، أبرز قضايا المنطقة المعاصرة.

وبحسب نسخة الكتاب المسربة بعنوان “المسلمون والحضارة الغربية”، تحدث الحوالي (68 عاماً) عن المليارات التي أنفقتها السعودية ودول الخليج على الولايات المتحدة خلال زيارة دونالد ترامب الرياض منتصف عام 2017.

وبعث الحوالي في كتابه بثلاث نصائح إلى العلماء والدعاة، والعائلة الحاكمة السعودية. وفي معرض نصحه للعائلة الحاكمة، كتب الحوالي: “السياسة الحكيمة تقتضي الوقوف مع القوة الصاعدة، التي لها مستقبل، وليس القوة الآخذة في الأفول، وكل ناظر في أحوال العالم يقول إن المستقبل للإسلام، وإن أمريكا آخذة في الأفول والتراجع”.

وأضاف الحوالي في الكتاب المنسوب له: “السياسة الحكيمة تستلزم الدخول في حرب مضمونة النتائج، وليس المغامرة في حرب خاسرة”.

وتحدث الداعية السعودي في الكتاب عن قضايا ومواضيع عديدة، أبرزها تجديد الحضارة الإسلامية على يد محمد بن عبد الوهاب، ومحاولة تصحيحها لاحقاً على يد ناصر الدين الألباني.

وهاجم الحوالي سياسات الحكومة السعودية، التي “تنفق” المليارات على الغرب، الذين بدورهم يحاربون المسلمين.

وقال: “ومن العمل بالنقيضين الإيعاز لأئمة المساجد بالقنوت لحلب، مع دفع المليارات للروس الذين دمرت طائراتهم حلب!”.

وأضاف: “ومن التناقض قطع العلاقات الدبلوماسية مع خامنئي، واستدامتها مع أوليائه في بغداد”.

وذكر أيضاً في كتابه: “انظر مثلاً كيف لو أن المليارات التي قبضها المخلوع صالح أنفقوها على الشعب اليمني مباشرة، وكيف لو أن المليارات التي أعطوها السيسي وبن علي وبن جديد وحفتر أنفقوها مباشرة على الشعوب، ودعوها إلى الله لا إلى القومية، ولا إلى التعري والدياثة والسياحة”.

وتابع: “ولو أن المليارات الفلكية التي أُعطيت لترامب وشركاته -غير ما أعطي من الهدايا- أنفقت لقضايا المسلمين وفكاك أسراهم، لكان خيراً حتى في السياسة الدنيوية”.

ويتهكم على شراء لوحة دافينشي قائلا:

قد كان من الأليق بنا إسلاميًا أن نشتري نسخ الأناجيل القديمة المصرّحة باسم نبي الإسلام وكون عيسى لم يصلّب، بدلًا من لوحة (مخلّص العالم) من خيال دافينشي المريض.

وفي الكتاب ذاته، وصف الحوالي دولة الإمارات بأن كفيلها هو الولايات المتحدة، وأنها مستعدة لتحقيق مطالب اليهود، وقال أيضاً: “ولا أظن أحداً من المراقبين السياسيين، أو من أهل النظرة الثاقبة، يشك في أن السيسي والإمارات ومحمود عباس خاضعون بشكل ما لأمريكا، وكذا أكثر الحكام”.

وتساءل: “نستحق ذلك! لأننا سكتنا ولم ننكر المنكر، ورضينا بالحياة الدنيا من الآخرة، وما بقي إلا تكلفة بناء الهيكل، فهل تبنيه الإمارات مثلاً؟! تلك الإمارات التي تشتري البيوت من المقدسيين وتعطيها لليهود!”.

هذا هو العلامة المجاهد المريض سفر الحوالي الذي يقبع الآن في سجون آل سعود!





التعليقات

موضوعات ذات صلة