القائمة إغلاق

الركب يسعى في رثاء الشيخ حسن الغرباوي

شعر / الشاعر الكبير الأستاذ محمد فايد عثمان


 

 

 

مُشَيِّعُوكَ لِدَارِ الخُلْـدِ يَا ( حَسَـنُ )
دِيْنٌ وتَقْـوَى وَصَبْـرٌ فَوقَ مَا وَزَنُـوا

وَالرَّكْبُ يَسْـعَى بِهِ مَنْ كَانَ قَاتِلَكُـمْ
يَبْكِي وَجَانٍ وَمَسْجونٌ وَمَنْ سَجَنُوا

وَلِـ ( الثَّكَالَى )نَشِـيْجٌ لَيْـسَ نُخْطِئُـهُ
تَحْتَ النِّقَاب البَوَاكِي هَدَّهَا الشَّجَنُ

وَمَـنْ تَعَجَّلْـتَ عِندَ الضَّيْـمِ حَاجَتَـهُ
وَسـَارَعَتْ تَحْتَوِي مَا يَشْتَكِي المُؤنُ

( وَالأُمُّ ) فِي صُحْبَةِ القُرْآنِ خَاشِـعَةً
إِلَيْـكَ تَسْـعَى وَبَكَّاءٌ هُـو ( الوَطَـنُ )

شَـهَادَةٌ فِـي اقْتِضَـاءِ الحَـقِّ وَاجِبَةٌ
فِي مَشْـهَدٍ للـوَدَاعِ … الكُلُّ مُؤتَمَـنُ

وَإخْوَةٌ فِي طَـرِيْقِ الحَـقِّ لِنْتَ لَهُـمْ
وَمَا تَنَـاءَتْ بِكُـمْ فِي صَبْرِكُـمْ إِحَـنُ

كُنْتُمْ رِجَالاً وَعَيْنُ ( الله ) تَحْرُسُكُـمْ
وَكَمْ مُصَابٍ ولا و ( الله) ما وَهَنُـوا

فَكُلُّكُـمْ فِي سَـبِيَلِ ( الله ) مُحْتَسِبٌ
مَا إِنْ جَزِعْتُـمْ وَلا مَـادَتْ بِكُـمْ فِتَـنُ

آمَنْـت بِـ ( الله ) لا عَيْـنِي بِمُسْـعِفَةٍ
يَـوْمَ الـوَدَاعِ وَلا جَفْـنِي لَـهُ سَكَـنُ

قَدْ يُدْرِكُ الدَّمْعُ فِي الأحْدَاقِ مَخْرَجَهُ
وَتَذْرِفُ العَـيْنُ مَا أَمْـدَى لَهَـا الحَـزَنُ

فَمَنْ لِقَلْبٍ لَهُ فِي الصَّـدْرِ شَـنْشَـنَةٌ ؟
وَمَنْ يُوَاسِـي وَهَذَا القَلْـبُ مُرْتَْهَـنُ ؟

يَا مَـنْ حَمَلْتُـمْ عَلَى الأعْـوادِ سَــيِّدَنَا
وَمَنْ دَفَنْتُـمْ فَهَلْ يَدْرُونَ مَـنْ دَفَنُوا ؟

حَمَلْتُـمُ مِـنَ رِجَـالِ الحَـقِّ ذَا ثـقَـةٍ
وَصَـابِرًا لَـمْ تَنَـلْ مِنْ عَـزْمِـهِ مِحَـنُ

يَا أَيُّهَـا ( الغَرَبَـاوِيُّ ) الذِي صَـدَقَتْ
فِي صَبْـرِهِ دُرَرُ الآيَـاتِ … والسُّـنَنُ !

سِـتُّونَ طَعْنًـا ( قُضَاةُ الحَقِّ) مَا لأهُـمْ
بِالدَّسِّ والغَدْرِ مَنْ فِي حُكْمِهِمْ طَعَنُوا

لا ذَنْـبَ إلا يَـدٌ بالبَطْـشِ … غَاشِـمَةٌ
وَضَـائِقٌ مِـنْ صُـدُورِ القَـومِ مُحْتَقَـنُ

وَعِشْتَ مَا عِشْتَ مَا لانَتْ لَكُمْ هِمَمٌ
وَلا تَدَنَّيْـتَ … أو أَوْدَى بِكُــمْ وَهَـنُ !

حَـتَّى تَجَـاوَزْتَ مَـا السُّلْطَـانُ قَــرَّرَهُ
مِنْ جَائِرِ الحُكْمِ وَاسْتَخْزَى بِكَ الوَثَنُ

مَـا أثْمَـنَ العُمْـرَ والجُـدْرَانُ تَسْحَقُـهُ
وَحَـائِرٌ فِـي رِضَـاكَ السِّـرُّ وَالعَلَـنُ !

وَدِيْعَةُ ( الله ) مَا قَدَّمْتَ يَا ( حَسَنُ )
وَجَنَّةُ الخُلْــدِ فِي الأخْرَى هِى الثَّمَنُ
___________________
محمد فايد عثمان

التعليقات

موضوعات ذات صلة