القائمة إغلاق

الكرة والوطنية

 

بقلم / علي الديناري 

ليس صحيحيا أن تشجيع الفريق أو المنتخب القومي والفرح بفوزه دليلٌ على الوطنية وكذلك العكس ليس صحيحا

أن عدم التشجيع وعدم الفرح للفوز وحتى الشماتة فيما يسمى الهزيمة دليلٌ على عدم الوطنية

الاهتمام والتشجيع والفرح مجرد ميول واهتمامات يهتم بها بعض الناس دون آخرين قد يكونون أكثر وطنية لكن ليست لهم اهتمامات بالكرة وما شابه بل ربما نظرتهم للكرة مجرد وسيلة لإلهاء الشعوب ويرون الشعوب التي تهتم بها شعوب مخدوعة في أمرٍ تافهٍ لايستحق الاهتمام ولا الفرح ولا الحزن.

هذه الشريحة المنهمكة في مشاغل أكثر جدية في كل مجتمع ـ ومنهاقادة جيوش وجنود يضحون بأنفسهم من أجل أوطانهم وعاملون في مجالات مختلفة لايلتفتون لأكثر من أعمالهم ـ هذه الشريحة أصبحت تتزايد الآن مع تزايد ضغوط الحياة ومسؤلياتها ففي الأحزان الخاصة والعامة ما يطغى على الحزن من أجل خسارة مباراة لاتقدم ولاتؤخر.

كذلك أصبحت تتزايد مع تزايد الهموم الانسانية في ظل الانتهاكات الجسيمة يومياً لحقوق المسلمين وغيرهم والمجازر التي ترتكب بحق أقليات مدنية بائسة في كل مكان تحت نظرِ وسمعِ العالم.

كما أن تنوع وسائل الترفيه وكثرتها ساعدت في تقليص الاهتمام بالكرة والتعصب لها. أضف الى ذلك فشل الحكومات في توفير ضرورات الحياة وفي المقابل الانفاق ببذخ وسفه على هذه الكرة كل ذلك جعل من المنطقي أ ن يتزايد الساخطون على الكرة وكل ماهو من ناحيتها

لذا ليس مقبولا من كثير من الأفاضل أن يشهروا سيف الاتهام بعدم الوطنية في وجه قطاعات كبيرة من الشعوب طحنتها سياسات جائرة فاشلة لحكومات تنفق بببذخٍ وسفهٍ في مجال كهذا وتتعذر بقلة الموارد في ضرورات الحياة !، وتتخلى عن مسؤليتها في أشد المسؤليات بينما يظهر اهتمامها وحشدها للطاقات في أمورٍ يعتبرها هؤلاء تافهة لاتمس حياة العامة في شيء.

كذلك الافاضل الذين يشهرون سيف الاتهام بالغباء وعدم إدراك فقه الدعوة لعدم مشاركة الناس في لهوٍ وفرحٍ بما لايستحق أو حزن على فشل الفاشلين

لنفرح مع الناس حقاً في أفراحهم الحقيقية ونحزن كذلك للأحزان التي تستحق الحزن وهذا شيء طبيعي لايحتاج منا الى تكلف ولاكثير تناصح بل هي أمور متوفرة فطرياً في كل انسان.

أما مشاركة الناس فيما يلتهون ومقاسمتهم الانخداع الذي يحقق الغفلة والتعصب والسطحية ، وعدم الجدية فهذا تضليل وليس من التناصح المطلوب شرعاً .

التعليقات

موضوعات ذات صلة