شعر / سلطان إبراهيم
تداعى الوجدُ بعد الوجد يا حسنُ ** وماد القلبُ.. دكت نبضَه الإحَنُ
هي الدنيا تفاجئنا بموجدة *** وعيش المرء بالفقدان مُرْتَهَنُ
نحبُّ .. نفارق الأحباب في ألم** نفوس الخلق بالأوجاع تمتحنُ
يزلزلنا رحيل أحبة عاشوا ** بمهجتنا وفي وجداننا سكنوا
لقد كانت قلوبهمو لنا المأوى **فكيف العيش بعدهمٌ وقد ظعنوا
رحيلك يا أبا أنس يجرعنا ** كؤوس الهم .. يسري في الحشا شجنُ
فيا شمس لنا سطعت أشعتها ** بدعوتها فعانق ضوءها الوطنُ
ويا نسرا يحلق في السما يأبى ** سفولا بين من في السفح قد قطنوا
رأيتك في اشتداد البأس فارسنا **تقود الركب لم تحفل بمن وهنوا
فتى الإسلام تعشقه وتنصره** ودربك فيه نعم الهدي والسننُ
وطال الصبر خلف الأسر لم تجزع ** ولم تجبن ولم تركن كمن ركنوا
ضحوك الوجه كم بحديثك اندملت ** جروح القلب حين توالت الفتنُ
وسعت الكل أخلاقا وإحسانا ** وكنت الدوح طاب القطف والفننُ
فكم أسديت معروفا لمحتاج ** وكم قد كنت للأيتام تحتضنُ
وكم من أسرة أصبحت عائلها** بعون الله لما قد عدا الزمنُ
ومـرَّ العمر في درب السخا عجلا ** وحان الوقت للترحال يا حسنُ
أبا أنس تركت القلب منفطرا ** وسال الدمع ..عمَّ الوجد والحَزَنُ
فكم تبكيك أرملة ومسكين ٌ** وكم يبكي عليك السرُّ والعلن
سألت الله جنات لكم تجري **بها الأنهار فيها الشهد واللبن
ورضوانا به ترقى لكي تحيا ** مع المختار نعم هنالك الثمن
فارس السخاء في رثاء الشيخ حسن الغرباوي

التعليقات