القائمة إغلاق

عيدُ الفطرِ بشيرًا ووعيدًا وقوةً

عيدُ الفطرِ بشيرًا ووعيدًا وقوةً

الجماعةُ الإسلاميةُ بمصرَ تهنىءُ شعبَ مصرَ وجميعَ المسلمين في العالمِ بعيد الفطر المبارك ( تَقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنكُم )

هنيئًا لأُمتنا هذا العيد بعد رمضان الذي اختصَّها اللهُ به من الأمم

لقد مضى رمضانُ وجاء العيدُ بشيرًا لأمتنا، نذيرًا لأعدائها، قوة لشبهابها ووعيًا لجماهيرها، أملا لمستضعفيها، يأسا لظالميها، وعدا لصابريها، ووعيدا لمستكبريها

فهنيئًا لأُمتِنا هذه القوة التي أضافها رمضانُ لقوتها.

لم يرحلْ رمضانُ قبل أن يعلنَ أنَّ هذه الأمة أكبرُ وأعظمُ من أي دولةٍ أو نظامٍ أو جماعةٍ أو حزبٍ أو هيئةٍ أو شخصٍ زعيمًا كان أو متزعِمًا.

وأن الشعب الذي تُفرقُه السياساتُ البشريةُ تجمعه ـ رغمها ـ العباداتُ الإلهية

وأن الشعوبَ التي تضعفها المادة تُقويها العقيدة .

وأن الشعوب المسلمة التي لا يحترم حكامها عقيدتها تلفظهم بعيدًا. 

إن عقيدة هذه الأمة وشريعتها قوةٌ جبارةٌ كامنةٌ تظهرها هذه الشعائر الربانية التي تستعصى على كل قوةٍ وتتحدى كلَ جبروت .

وإن على حُكام هذه الأمة أن يُقدسوا هذه العقيدة ويحترموا أهلها ويعتمدوا على تقديسها وتقديمها في بناء حكمهم؛ لا على محاربتها والمتاجرة بأهلها ومخلصيها.

إن رمضان جاء ليؤكد أن كل مقايضات ( دعمُ الملكِ مقابلَ الحربِ على الإسلام) ألقت بأصحابها إلى جحيم الدنيا والآخرة (فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَفَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ).

إن الصومَ نهايته حتمًا الفطرُ فليس مقدورًا على أمتنا وأبنائها الاستضعاف والتبعية والقهر إلى ما لانهاية بل أكد القرآن علينا (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين).

وإن ضخامة هذه التضحيات يتناسب مع ضخامة ما هو آتٍ بإذن  الله من موعود اللهِ لهذه الأمة (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لِيَسْتَخْلِفُنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ).

كما يتناسب مع ذُعر الذين عاشوا على حلم ٍواهم ٍمريضٍ بأنَّ هذه الأمة قد شاخَتْ وولى شبابها.

مضى رمضانُ وجاء العيد ليتركا رسالة يأسٍ قويةٍ لكل من ظن أنه قادر على تضليل الأمة وشبابها، وتبديل ولائها وعدائها فكم عاش المسلمون فى رمضان مع تأكديدات القرآن (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ. (55)

(وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ( 56) ) لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)

رسالة يأس قوية لكل من ظن أنه قادرٌ على تغيير هوية الأمة فكم تواصلتْ هذه الأجيالُ  عبر رمضانَ بجذورها من لدن آدمَ ونوحٍ وإبراهيمَ عليهم السلام وكم عاشوا مع عقيدتها وشريعتها وقيمها وعظمتها وتضحيات أهلها عبر القرون فلن يسمحوا لأحد مهما كان بتغيير هذه الهوية.

فهنيئًا لأمةٍ مرت عليها قرون طويلة وشعوبها وشبابها يُجَرجَر فى تيه الأفكار الغريبة والراياتِ المشبوهةِ والعقائدِ الباطلةِ والوعودِ الزائفة التي لم تحصد من ورائها جميعا إلا العارَ والنكسةَ والضياعَ! ثم هاهى اليوم تحاول العودةَ لعقيدتها وثقافتها وتاريخها وتدفع ضريبة ذلك عازمة ألَّا تعود أبدًا للوراء.

جاء رمضان ومضى ومعه العيد ليترُكا سلامًا وأمانًا وسكينةً ونحن نؤكدها ونرفعها اليوم :

لكلِ مظلومِ صابرٍ مُؤملٍ لفرجٍ أكَّد القرآنُ في رمضان أنه قريبٌ قريب

لكلِ أسرةٍ مكلومةٍ  تنتظر غائبها فبشرها رمضان أن كلَ آتٍ قريبٌ

ولكل أمِ شهيد فقدت كبدها فبشرها رمضان أن صبرها وشوقَها لن يضيع

ولكل مجاهدٍ مخلصٍ فى بقاع الأرض بشَّره رمضانُ بأن النصرَ مع الصبر

ولكل مرابط على ثغرٍ من ثغور الإسلام في القدس وغيرها بفتحٍ قريب

لكل مُهاجر يكتوى بنار الغربة (  إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا

تحيةً وسلامًا لشيخ الأُسارى والمعتقلين فضيلة الدكتورعمر عبد عبد الرحمن فرَّجَ اللهُ كربه وفك أسره وجميع أسرى المسلمين.

وتقبل الله منا ومنكم

 

التعليقات

موضوعات ذات صلة