القائمة إغلاق

علام سيحاسب التيار الإسلامي..؟؟؟

 

تحلو الدندنة دائما حول التيار الإسلامي وأخطاء التيار الإسلامي وجرائم التيار الإسلامي وتخلف التيار الإسلامي، ثم يتوصل الجميع إلى نتيجة واحدة دائما وهي وجوب أن يقدم التيار الإسلامي بجميع مفرداته “مراجعات” ويعدل ويصوب ويعترف بالأخطاء، ويذهب البعض بعيدا ليعلن وجوب تفكيك التيار..!!!

وهذا كلام وإن كان يرسم جزءا كبيرا من الصورة ولكنه بكل تأكيد ليس هو كل الصورة، لا خلاف ابتداءا حول وجود كل هذه الإشكاليات داخل التيار الإسلامي ولا غنى للتيار الإسلامي عن إجراء مراجعات وتقييمات لعمله دائما.

ولكن لماذا تعلو دائما هذه المطالبات في حق التيار الإسلامي وتختفي أو تخفت في حق غيره من التيارات..!!؟؟

هل التيارات الأخرى غير التيار الإسلامي ليس لها أخطاء ولا تحتاج إلى مراجعات..؟؟

هل الحكام والأنظمة والحكومات مبرئة دائما من كل عيب..!!؟؟

من وقف ليقول “على الجميع أن يراجع نفسه”، من صدع بالحق بنفس نبرة الصوت وعلوه عند الحاكم قبل المحكوم له التحية والاحترام، ولكن ما معنى أن ترفع صوتك إلى عنان السماء وأنت تُشَرِّحُ وتَشْرَحُ أخطاء التيار الإسلامي، وتغض صوتك غضا وتأكل كلماتك أكلا عندما يذكر الحكام والأنظمة..!!؟؟

قبل أن تؤلف المجلدات في أخطاء التيار الإسلامي، أرجو منك أن تصدر مجلدك بالرد عن تلك الأسئلة..

– هل سمحت الأنظمة للتيار الإسلامي بالمشاركة الطبيعية في الحياة السياسية؟
– هل السجون والمعتقلات هي المكان المثالي لتربية كوادر التيار الإسلامي في مختلف المجالات؟
– هل التعذيب والقتل هما المنهج الذي من المفترض أن يخرج قيادات التيار الإسلامي؟
– هل أمنت الأنظمة بأن التيار الإسلامي يمكن أن يقود البلاد يوما؟
– هل العمل السري هو اختيار حر للتيار الإسلامي أم أنه فرض عليه فرضا؟
– هل الرغبة في الوصول للحكم جريمة يجب أن ينال التيار الإسلامي عقوبته عليها؟
– هل التيار الإسلامي كان هو البادئ بالعداء مع الأنظمة؟
– هل رفض التيار الإسلامي الاندماج في المجتمعات وأصر على المواجهة؟

وغير ذلك من الأسئلة الكثير والكثير، ولكن الخلاصة.. محصلة إجابة هذه الأسئلة عند المنصفين ستؤدي إلى نتيجة واحدة وهي أن التيار الإسلامي لم ينعم يوما بالعمل في ظروف طبيعية حتى نحاسبه كما نحاسب غيره من التيارات التي لم تتعرض لما تعرض له.

الخالق سبحانه وتعالى رفع عن هذه الأمة الخطأ والنسيان والإكراه، فحاسبوا التيار الإسلامي على قواعد الخالق، لا على قواعد غلاة المخلوقين.

سيحاسب التيار الإسلامي عن صلاح حاله مع خالقه، وبين أفراده، سيحاسب إن ظلم أحدا أيا من كان، سيحاسب على تقصير في الأخذ بالأسباب مع توافرها، سيحاسب على إهدار النعم حال تواجدها.

ولكن لن يحاسب التيار الإسلامي على قصور تسبب فيه ظلم أعدائه له، لن يحاسب على اجتهاد ظنه صحيحا وبذل فيه الوسع ثم اتضح أنه خاطئ، بل له أجر، ولو أصاب لكان له أجران، لن يحاسب على عدم تحقيق أهدافه طالما طلبها في مظانها وفق ما أنعم الله عليه به من قدرة واستطاعة، لن يحاسب على تفاوت قدرات أبنائه واختلاف أخلاقهم والتزامهم طالما عمل على تربيتهم وتقويمهم وتثقيفهم، لن يحاسب على تبني بعض المنتمين له أفكارا متطرفة طالما بذل لهم النصح.

حسب التيار الإسلامي أنه في هذه الدنيا إنما أراد أن تكون كلمة الله هي العليا، وغيره ما عملوا إلا لتكون كلمة الذين كفروا هي العليا والعياذ بالله.

التعليقات

موضوعات ذات صلة