القائمة إغلاق

الدولة الإسلامية القادمة (1)

بقلم الشيخ / على الشريف  
لقد قامت – من قبل – الدولة الإسلامية فى أفغانستان ، وفرحنا وقتها فرحا شديدا ، لكن للأسف الشديد لم يحافظ الأخوة هناك على هذه النعمة العظيمة ، لقلة خبرتهم السياسية ، وأضاعوا فرصة ثمينة ، كان من الممكن أن تخدم هذه الدولة الإسلام والمسلمين فى ربوع العالم ، ولكنهم قبل أن يكونوا دولة قوية شرعوا فى مواجهة لا قبل لهم بها ، والعجيب أنهم اختاروا أقوى دولة فى العلم ليواجهوها فقاموا بضرب برجى التجارة فى أمريكا ، مما تسبب فى زوال هذه الدولة الإسلامية الوليدة .
فقلت فى نفسى : لو أكرمنا الله بدولة إسلامية ، ومكن الله فيها للإخوة الأفاضل فى أى قطر من أقطار المسلمين ، فماذا يجب على هذه الدولة الوليدة أن تفعله ؟ 
وماذا يجب عليها أن تبتعد عنه ؟
هذان سؤالان مهمان . 
والذى أراه والله أعلم : أنها لابد وأن ترسم لها طريقا محددا منظما مرتبا . 
— فأولا : ترسل رسائل تطمين للعالم كله ، أنها لن تكون حربا على أى دولة .
— ثم تنكفئ هذه الدولة الإسلامية الوليدة على نفسها ، لكى تقوم بمهام شاقة فى تربية شعبها التربية الإسلامية ، وتعليمه أمر دينه ، 
— وذلك بالإهتمام بالتعليم الشرعى ، إبتداء بالمدارس والجامعات والمعاهد العلمية الشرعية ، ومحو الجهل الشرعى ، والبدع والخرافات والعقائد الباطلة ، ويساندها فى ذلك كل وسائل الإعلام كالتلفزيون والمذياع والجرائد والمجلات والإنترنت والسينما والمسرح والندوات واللقاءات وغيرها وغيرها ، حتى يصبح الشعب فى وعى تام بالإسلام ، وما هو المطلوب منه لنشر هذا الدين العظيم ، وجعله عالميا لا محليا .
— ثم الإهتمام بالعلم الدنيوى ، والعمل على جعل هذه الدولة فى مصاف الدول المتقدمة علميا ، فى جميع المجالات : فى الطب والهندسة والزراعة والصناعة والإدارة والإقتصاد وغيرها من العلوم النافعة .
— ثم الإهتمام بعمل إقتصاد قوى ، وتشغيل الشباب العاطل ، وعمل المشاريع الأقتصادية الكبرى فى جميع المجالات : الصناعية والزراعية والثروة الحيوانية والثروة السمكية واستصالح الأراضى وغيرها وغيرها من المشاريع الهامة .
— ثم إرساء مبدأ العدالة ، وإذابة الفوارق المادية الهائلة التى أنتجها حكم العلمانيين ، فهناك من يحصل على الملايين كل شهر ، وهناك من يحصل على الملاليم فى الشهر ، فهناك هوة عميقة ومسافات شاسعة بين الأغنياء وهم القلة والفقراء وهم الكثرة .
— كذلك لا بد من إزالة الفوارق الإجتماعية فليس هناك سادة وعبيد ، وطبقة قليلة مبجلة ومعظمة وباقى الشعب لا قيمة له ، وللأسف فقد عاد عصر العبيد والسادة مرة أخرى ، لكن السادة هذه المرة هم العلمانيون أعداء الإسلام ، والعبيد هم عامة الشعب المسلم ، فيجب أن تزال كل هذه الفوارق ، بل يجب أن يسود النظام الربانى ، وهو ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) .
— ثم الإهتمام بعمل جيش قوى ، له عقيدة إسلامية واضحة ، جيش محب لله ورسوله وللإسلام والفداء من أجل نشره فى ربوع العالم ، جيش يعمل بطاعة الله : من صلاة وصيام وزكاة وحج وعلم شرعى وقراءة للقرآن وقيام لليل وذكر لله ، وهكذا كل ما أمر الله به ينفذه وهو محب لحكم الله ، جيش يقول : لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ، جيش يدافع عن شرع الله لا عن الحكام الظلمة .
— العمل على إنتاج السلاح وتطويره داخل البلاد ، وتسخير كل الإمكانات من أجل هذا الهدف .
وبعد الإهتمام بالداخل وتحقيق هذه الأهداف الهامة ، يأتى دور الأهتمام بالخارج ، وهذا ما نتحدث عنه المرة القادمة إن شاء الله .

التعليقات

موضوعات ذات صلة