القائمة إغلاق

من أنتم ياشباب ؟! (1)

مقدمة
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وعلى سيدنا محمد المجتبى
وبعد
لقد كنا نسمع ونقرأ كثيرا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : “إغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وفراغك قبل شغلك وصحتك قبل مرضك وحياتك قبل موتك .. “الحديث أو كما قال صلى الله عليه وسلم وكنا نجتهد أن نعمل به نحن صحبة الشباب

ولكن
ماكنت أظن أن أيام شبابى سترحل بهذه السرعة !

لكأن أيام المدرج والقسم والمعمل وخيمة الامتحانات كانت منذ أيام !

هى أجمل أيام العمر على الإ طلاق ..

هى الفترة الذهبية فى حياة الانسان وإن كان لكل فترة طعمها وروعهتا الخاصة

كأن الأيام التى كنا نقف أمام المدرج نتعارف نناقش ونحاور نجادل ونغضب ونهدأ ونثور ونفور نقرر بسرعة وننفذ بقوة كأنها كانت بالأمس

أتخيل هذه الأيام فأجد السور الذى بينى وبينها لاشىء !

أعود فأتمسح بالشباب ..

أحاول أن أعيش معهم فى رحلاتهم ، ومعسكراتهم ، ومعتكفاتهم ،

أنام ـ كما كنا ننام ـ أتوسد ذراعى على فرش المساجد ، وآكل كما كنا نأكل متجاهلا تشديدات الأطباء ونصائح المقربين واعتراضات الجسد …

أفعل ذلك لعلى أحظى بسريان دماء الشباب تتدفق من جديد …

ولكن هيهات

مهما كان تصبح هذه المحاولات كالطعم المكتوب على أكياس الشيبسى بالجمبرى وبالكباب فكذلك حياة بالكاد بطعم الشباب ..

لأجل ذلك أردت أن أكتب إلى إخوانى طلاب الجامعة هذه الرسالة القلبية قبل أن يلحقوا بنفس المحطة التى لامفر من نزولها ولاعودة لما قبلها ..

إن أصعب ما فى أيام الشيوخ هى العجز عن أعمال صالحة ظل يسّوف فيها الإنسان ويؤجل حتى حال الضعف بينه وبينها ( وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل ) سبأ ولو كان يدرك أن عجلة العمر تجرى بهذه السرعة لما فرط فيما فرط فيه !وأجمل لحظات الشيوخ هى التى يتأمل احدهم فيها ماضيه فيرى من نعمة الله عليه أن استعمله فأعطى زهرة شبابه لمن يستحقه ولا أحد ولاشىء يستحق أن يعطيه الانسان زهرة شبابه وربيع عمره غير الله الذى أنعم على الإنسان بهذا الشباب وهذا العمر

إننى أعود أتأمل فأجد الفاقد الذى ضاع من هذا العمر كثيرا

والمأمول الذى يتمنى الإنسان أن ينجزه قبل لقاء ربه أيضا كثيرا .

وإننى أتوسل إلى الله بهذه الكلمات

أن يعيننى ويوفقنى فيما بقى من عمر لاأدرى مالله صانع فيه

لعلى أصلح ماكان فى عمر لا أدرى ماالله قاض فيه

فإليكم أيها الشباب هذه الرسالة رسالة من زميل لكنه زميل سابق
________________________________________________

من أنتم ياشباب ؟!

هذا سؤال جوهرى .

إنه سؤال كفيل بتغيير مجرى حياة الإنسان طول العمر .

إنه مفتاح من مفاتيح البحث عن الذات .

أحيانا ـ بل كثيرا ـ ننسى من نحن ؟!

فترانا فى وضع عجيب وحال مريب !

ترانا فى وضع ليس بوضعنا !

مشغولين بأمور لاتستحق الانشغال !

مهملين أمورا هى من صميم مسؤلياتنا !

منطلقين فى ساحات وميادين ليست مياديننا !

خائضين لمعارك ليست معاركنا !

محققين لانتصارات ليست فى الحقيقة إلا هزائم ونكسات !!

تائهين ممسوخين عن حقيقتنا وعن هويتنا وأصولنا وجذورنا

مستعبدين لعادات غيرنا وتقاليد سوانا لانريد أن تكون لنا شخصية ولاتميز ولاخصوصية

سامح الله كل من غيب شبابنا عن الحقيقة ..

عن حقيقتنا ..

وعن غايتنا ..

وعن الرسالة التى من أجلها يجب أن نعيش ..
ماالحكاية ياشباب ؟

تعالوا بنا نستكشف على ضوء كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم موضوعا هاما ومحوريا ؟

أحداث تاريخية هامة

فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم حدثت ثلاثة أحداث مهمة وخطيرة …

نتائج هذه الحوادث الثلاث ستفتح لنا بابا إلى اكتشاف جوهرى وضع أقداما كثيرة على بداية الطريق الصحيح من قبل ومازال وسيظل يضع أقداما على المسار الطبيعى الملائم للإنسان والمنسجم مع فطرته وطبيعته .


الحادثة الأولى :.. يتبع

التعليقات

موضوعات ذات صلة