القائمة إغلاق

هل يدق الجيش المصري طبول الحرب؟

هل يدق الجيش المصري طبول الحرب؟

فمرحباَ ولتحيا مصر

محاولة لقراءة سلوك المؤسسات الوطنية المصرية تجاة أزمة سد النهضة

بقلم/ أ.سيد فرج

لا ينتابني الغرور لحظة، كي أقول أنني أكثر فهماً، وعلماً، بالواقع السياسي، والاجتماعي، والأمني، والعسكري، المحيط بأزمة سد النهضة، سواء على المستوى الداخلي، أو الإقليمي، أو الدولي، من مئات بل آلاف القيادات داخل المؤسسات الوطنية المصرية، فهؤلاء مسخرة لهم إمكانيات دولة بحجم مصر لكي يقرأوا الواقع ويتعاملوا معه .

الأستاذ سيد فرج

ولكنني على يقين لايقبل الشك، أنني وملايين مثلي، من أبناء مصر، لا نقل عن هؤلاء القيادت، بل نستطيع أن ننافسهم في حب تراب هذا الوطن، وإننا على أتم الاستعداد والجاهزية، لأن نقدم دماءنا، وأموالنا، وأبناءنا، فداءاً للحفاظ على مياه النيل، الذي هو شريان حياة كل المصريين .

وفي هذه القراءة المختصرة نتناول الأسئلة التالية بالإجابة:

  1. هل إذا خاض الجيش حرباً هل ندعمه؟
  2. هل تتعرض مصر لتهديد وجودي بسبب سد النهضة وهل يجب أن يتحرك الجيش ؟
  3. هل تحركات المؤسسات والوطنية وعلى رأسها الجيش المصرى جادة وهادفة ولها أثر ايجابي ؟؟

السؤال الأول: هل إذا خاض الجيش المصري حرباُ فهل نؤيدها، وندعمها، ونلبي نداء الواجب، إذا طلبت منا أي تضحيات على أي مستوى؟؟

الأجابة :

بالتأكيد نحن نضحي بالروح، والدم، والمال، والولد، من أجل مستقبل أبناء هذا الوطن، فإن خلافاتنا السياسية، ومظالمنا الشخصية، تتلاشى ولا يكن لها أي أثر يعيق دعمنا، وتضحيتنا، من أجل وطننا، ونصرة جيشنا، في مهمته الوطنية، والدينية، والأخلاقية، التي يحفظ بها حياة الأجيال القادمة .

السؤال الثاني: هل تتعرض مصر لتهديد وجودي بسبب سد النهضة وهل يجب أن يتحرك الجيش؟

الإجابة : قطعا نعم .

فقد ذكرت في كتابي)  الأمن القومي المصري والحفاظ عليه) أن مجرد وجود السد بهذه المواصفات يجعل أثيوبيا تتحكم في حجم المياه القادمة إلى مصر خاصة مع شروعها في دراسات أخرى لبناء سدود أخرى على النيل الأزرق، مما يمكنها في التحكم في حياة المصريين ورفاهيتهم، فوجود السد بهذه المواصفات يجعل أثيوبيا تتحكم في كل الشأن المصري وتكون الدولة المصرية بكل مكونات تحت الرغبة والإرادة الأثيوبية، فيجب أن يتحرك الجيش .

السؤال الثالث: هل تحركات المؤسسات والوطنية وعلى رأسها الجيش المصرى جادة وهادفة ولها أثر ايجابي؟

بالتأكيد أن مصر دولة منذ أكثر من 7000 عام وبها مئات بل ملايين الرجال الذي يعشقون ترابها ويضحون من أجل نصرتها، بصرف النظر عن توجهاتهم الفكرية أو السياسية، أو حتى اختلافاتهم الطبقية أو العلمية أو حتى خلافهم الدين فمصر ليست استثناء من السنة الكونية التي تحتم حب الوطن عند أهله بصرف النظر عن ديانتهم أو أفكارهم .

وعليه:

فإن المؤسسات الوطنية، وعلى رأسها الجيش، والمخابرات بأنواعها، والأمن العام، والوطني، ووزارات الزراعة، والري، والصناعة، والصحة، والاقتصاد، والتجارة، والخارجية، وغيرها، أكدت كل تقريرها لرؤساءها، أن بناء السد بهذه الطريقة، ومع هذا السلوك الأثيوبي، يشكل تهديداً مباشراً، يمكن أن يؤثر على وجود مصر، ووجود شعبها حياً، وهو ما يعرف بالتهديد الوجودي .

لذلك المتابع المهتم، يرصد تحرك المؤسسات الوطنية، المنوط بها حفظ الأمن القومي بالداخل والخارج، فيجد أنها تتحرك في دول حوض النيل، وهي مؤسسات ذات خبرات عالية للتعامل مع هكذا ملفات، ثم يأتي تحرك المؤسسة العسكرية، لتبدأ تعاون عسكري مصري سوداني، ثم مناورات عسكرية مشتركة، غير مسبوقة بين البلدين، منذ الانفصال الطوعي للسودان عن مصر في عهد جمال عبد الناصر، فجاءت هذه التحركات “متأخرة”- من وجهة نظري- لكنها سريعة، وهادفة، ومدروسة، وقد تكلل بالنجاح في تحقيق أهدفها – بإذن الله تعالى- فالمناورات “نسر واحد” الأولى كانت في 20/11/2020 والثانية”نسر2″ كانت في31/3/2021، والثالثة “حماة النيل” في 28/5/2021 فهذه المناورات والتحركات، تحمل رسائل واضحة، لها دلالتها من حيث الزمان، والمكان، وطبيعة، ونوعية، القوات المشاركة، ونعتقد أن هذا التحركات، إما أنها سوف يكون لها أثر في تغيير السلوك الأثيوبي، أو أن يتم حتماً تطوير هذه التحركات، فترغم أثيوبيا على تغيير سلوكها العدواني تجاه مصر .

لذلك نجد أن من الأهمية بمكان أن يتم دعم هذه التحركات من كل مكونات المجتمع المصري، لكي تؤدي هدفها أو يتم تطويرها بغطاء مجتمعي متماسك خلفها .

اللهم : احفظ مصر وأهلها .

التعليقات

موضوعات ذات صلة