بقلم: فضيلة الشيخ علي الديناري
ومهما كان موقف كل منا على حدة من رمضان
إلا أنه في المجمل عاشت أمتنا أفضل أيامها وظهرت أحسن ما لديها
وهكذا كان لرمضان ثمرته العظيمة
فقد أظهر رمضان أجمال ما لدينا من صفات وأخلاق
وقد أعطانا رمضان دفعة للأمام لا نستطيع تصورها إلا عندما نتصور ماذا لو لم يشرع الله لنا رمضان ومرت السنوات تلو السنوات ولم يغمر قلوبنا ما يغمرها في رمضان كل عام؟
والآن بعد أن قضينا رمضان بهذا القدر الذي قسمه الله لنا من العبادات والطاعات والصدقات والإحسان الى الفقراء وصلة الأرحام
حق لنا أن نهنئ أنفسنا جميعا وندعو لبعض
تقبل الله منا ومنكم
وحق لنا أن نتوجه بالتهنئة كل من ساهم في قضاء رمضان على هذا النحو الجميل
خصوصا هؤلاء الذين لم يذوقوا طعم الراحة خلال الشهر الكريم
فإلى كل أم سهرت طوال رمضان بلا نوم من أجل أن يتهيأ لنا نحن نصيب من العبادة
والى كل زوجة تحملت ما تحملت في رمضان وتعبت من أجل راحة زوجها
والى كل إمام تعب وراجع القرآن وأدى واجبه بأمانة وحب ,
والى كل داعية مخلص قام برسالته في الدعوة الى الله وقدم لنا من العلم والموعظة ما أعاننا على استجماع قلوبنا
والى كل من أنفق من ماله في هذا الشهر الكريم فواسى فقيرا وسد حاجة مسكين وأرسل إلينا رسالة أمل أن الخير باق وأهله لا ينقطعون
والى كل من يعمل في العمل الخيري رجلا كان أو سيدة وسهر طوال الشهر ولم يهدا ولم يهنأ قبل أن يوفر للمحتاجين مساعداتهم
والى المؤسسات والجمعيات الخيرية والقائمين عليها والعاملين بها الذين أعدوا عدتهم من قبل رمضان لهذا الموسم الشاق من العمل من أجل توفير مساعدة الفقراء
والى كل المعتقلين الذين صاموا وأملوا أن يكون رمضان لهم بشرى وزادا
والى كل أسر المعتقلين الذين صبروا وثبتوا واملوا أن يكون رمضان لهم وصلا وفرجا
والى كل المستضعفين والمضطهدين الين دعوا الله أن يمن عليهم وفي انتظار إجابة الدعاء
والى كل المجاهدين الذين اتخذوا من رمضان قوة وعدة
والى الصابرين في الأعمال الشاقة الذين صاموا
والى الأطفال الذين تحملوا الجوع والعطش فأضافوا الى سعادتنا سعادة وأحرجوا الكبار وصاروا لبعضهم قدوة
رمضان مشروع رباني تتعاون فيه لأمة بأسرها تجتازه الأمة بنجاح ويساهم في إنجاحه طوائف وأفراد ومؤسسات فلهؤلاء جميعا تهنئتنا ودعوتنا
تقبل الله منا ومنكم