القائمة إغلاق

من أين خرجتم ومن الذي جاء بكم؟

بقلم: فضيلة الشيخ علي عبد الظاهر

نحن الجيل الذي سمع من الشيخ جميل غازي والشيخ كشك والشيخ عبد الرشيد صقر والشيخ ابراهيم عزت والشيخ محمد الغزالي والشيخ نجيب المطيعي والشيخ عبد اللطيف مشتهري وسمعنا القرضاوي وقرانا للتلمساني في مجلة الدعوة وكنا نواظب على قراء مجلة الاعتصام وقرانا لفتحي يكن وسعيد حوى وغيرهم رحم الله الجميع واحسن اللهم خاتمتنا.
كان ذلك مع نهاية سبعينيات القرن الماضي وقد كان للالتزام حلاوة ولمصاحبة الاخوان لذة ولحضور دروس وخطب المشايخ متعة وعظة وكل ذلك اثر أيما تأتير على تكوين شخصية ابناء جيلي فقد كانت هناك سمات مشتركة من الحب والألفة والمثابرة والحنو والعطف والسعي في مصالح بعضهم البعض والاجتماع على تذليل اي عقبة تواجه احد منا كنا نعتز بصحبتنا ونلتمس المزيد من الاصحاب
فلربما لمح أحدنا اخا اخز في الناحية الأخرى من الشارع يمضي اليه ليسلم عليه وهو لا يعرفه من قبل
لم يكن هناك التصنيفات والتنوعات واختلاف التوجهات والأفكار وتعدد الجماعات ولم تكن قد بدت بعد ظاهرة التفسيق ولا التبديع ولا التكفير فكان هناك الحب والود
ولم يكن لهذا التشرذم ان يطفو على السطح بعد لأنها كانت مجرد افكار وقناعات شخصية ولم يكن لها تفعيل على ارض الواقع
ولعل السبب الرئيسي في ظهور هذا التباين هو البدء الفعلي في التحرك كل حسب رؤيته وما تبلور في ذهنه على المستوى الفردي والجماعي وما تربى لديه من قناعات جعلته يلفظ الاخر ولا يكاد يطيقه ظنا منه أنه قد يعكر عليه صفو دعوته اونتج عن فهم مغلوط لبعض نقولات من سلفنا الصالح وانزالها على واقع مغاير
ولم يكن الاختلاف وتعدد الجماعات ناتج عن اختلاف طبائع الأشخاص او عن تباين وجهات النظر في ضرورة أحداث تغيير من عدمه فحسب ولكن الاختلاف ايضا حول اولويات التغيير وايٍ من ذلك أنجز وافيد وتداعيات هذا التغيير سلبا او ايجابا على الفرد والمجتمع وألية التغيير واسلوبه ووسائله ومنطلقاته
فعلى الرغم من وجود جمعيات أهلية او جماعات دعوية تعمل في العمل الاجتماعي اوالدعوي اوكليهما كالجمعية الشرعية او أنصار السنة والشبان المسلمين ثم جماعة التبليغ والدعوة وكذلك المؤسسات الرسمية كالازهر جامعة وجامع ومعاهد وقد انتشرت هذه المعاهد بطول البلاد وامتد اثرها الى دول افريقية وقد ادت الكتاتيب وتلك المعاهد دورا بارزا في تعليم قطاعات عريضة خاصة في الزيف المصري
الا ان جيل الصحوة الذي كان نتاجا لجهود تلك الكوكبة من العلماء والدعاة والجماعات الدعوية والجمعيات الاهلية التي اشرت اليها انفا
مما جعل واحدا من من خرج من سجون عبد الناصر ينظر الى الجموع الحاضرة احدى ندواته يخاطب الحضور وهو يقول من اين جئتم واين تربيتم
نعم فقد أتى على الناس زمان كان لا يقصد المساجد الا كبار السن والذين خرجوا الى المعاش وحورب الاسلام ومورس على اتباعه اقصى درجات الاضطهاد من قبل حكومات عبد الناصر

التعليقات

موضوعات ذات صلة