القائمة إغلاق

فلسطين وحجر داود.. – بقلم: م. أحمد كامل

بقلم: م. أحمد كامل

لا شك أن الحديث حول القضية الفلسطينية هو أهم حديث يمكن أن يجمع الأمة ويوحد صفها ويلم شعثها.

حديث القضية الفلسطينية حديث يجمع الصغير والكبير.. الشاب والفتاة.. المدني والعسكري.. الابيض والاسود.. المثقف والأمي.. بل والمسلم والمسيحي في أحيانا كثيرة.

حديث القضية الفلسطينية يتوفر فيه جميع مواصفات قضية الرأي العام الحي الذي لا يموت إلا بعودة المسجد الأقصى وفلسطين كاملة – وهذا ما نتمناه ونضحي من أجله بكل شيء – أو بموت الإسلام – وهذا لم ولن يحدث – لأن الذي أنزله تكفل بالحفاظ عليه.

إن كل لبنة نستطيع أن نضيفها الى القضية الفلسطينية تعنى هدم لبنة في بناء الكيان الصهيوني العنصري المحتل.

ولكن نجاحنا في هذه القضية يتمثل في طرح عناصر جديدة أو أسلوب جديد أو أطروحات جديدة تساعد في اتساع رقعة أنصار هذه القضية التي تلقى حربا شعواء لا هوادة فيها من أقوى وأعتى أنظمة على وجه الارض تجبرا.. وهو أمر ليس بالصعب أو المستحيل، ولكنه يحتاج الى جهد وتفكير.

وليس أدل على ذلك من مثال نذكره الا الأعمال الفنية الرائعة ((قيامة أرطغرل)) كذلك ((السلطان عبد الحميد)) وغيرهما.. فقد استطاع القائمون على هذه الاعمال الدرامية طرح القضايا بأساليب وسيناريوهات موجهه استطاعوا من خلالها ان يغيروا كثيرا من مفاهيم العرب والمسلمين، بل والاتراك أنفسهم اصحاب التاريخ والمستهدفين الاوائل من هذه الاعمال.. استطاعت أن تزيل عن أعينهم وعقولهم كثيرا من سنوات الغشاوة والتضليل والكذب.

ولنوقن جميعا بأن المثل القائل ((ما حك جلدك مثل ظفرك.. فتول انت جميع امرك)) ينطبق تماما على حال امتنا وقضيتنا الفلسطينية.. اذن لا أبالغ إذا قلت ان نجاحنا في ايقاظ قلوب ابناء امتنا ولغتنا الذين غيبوا تحت وطأة اعلام فاسد ومأجور فانتكست رؤية كثير منهم..  فصار يرى العدو صديقا والصديق عدوا.. هؤلاء الطيبون الذين خدعهم كهنة الاعلام فزينوا لهم باطلا ((ان القوة التي لا تقهر هي بيد أعدائهم فاحذروا أن تغضبوهم))..  ((وأن التقدم والرقى في اتباع سننهم فإياكم أن تخالفوهم.))

هؤلاء الطيبون المخدوعون هم أولى من نوجه لهم جهدنا وأقلامنا..  فنزيل عن أعينهم غشاوة.. نذكرهم بأمجاد اجدادهم وأبائهم العظماء فهم ليسوا ببعيد عنا.. نزيل عنهم الشبهات والكذب الفاجر الذي ظل اعلام العار يردده ومازال.. اعلام رسخ في عقول الامة أن (الفلسطينيين هم من باعوا أرضهم.. فاستحقوا ما يحدث لهم) نحن لا ننكر أن في كل أمة أو جماعة أو كيان هناك عملاء.. ولكن أن يوصف الشعب الفلسطيني الأبي كله بالعمالة والخيانة.. فوالله هذا هو عين الخيانة.

ان حجر الزاوية في القضية الفلسطينية أن تتحول من قضية يدافع عنها الفلسطينيون الى قضية ندافع عنها جميعا.

من قضية يقاوم من اجلها الفلسطينيون الى قضية نقاوم من اجلها جميعا.

ان صناعة رأى عام أمر ليس بالسهل اليسير.. وايضا ليس بالصعب المستحيل.

قديما كانت تبدأ القصائد والمعلقات الشعرية بأبيات من الغزل في المحبوب فصار ذلك نهجا بين الشعراء.. وليس أحب الينا الان من المسجد الاقصى الاسير.. فماذا لو تبنى الشعراء مثل هذا النهج ألا تبدأ قصيدة الا بأبيات في حب الاقصى ووصفه والشوق اليه.

ماذا لو بدأت المحاضرات الجامعية في جامعات الوطن العربي والإسلامي كل محاضرة بجملة واحدة ((الاقصى أسير.. فانفروا لنجدته)).

ماذا لو بدأت الحصص الدراسية في مدارس الوطن العربي والإسلامي كل حصة بجملة واحدة ((الاقصى أسير.. فانفروا لنجدته)).

ماذا لو بدأت جلسات المحاكمات والمباريات الرياضية والبرامج التليفزيونية والاذاعية والاجتماعات الرسمية بنصرة الاقصى

ان مثل هذه الكلمات فقط لو تبنتها الحكومات العربية والاسلامية.. كفيلة بأن تحرك حجرا عملاقا في مياه راكدة من عشرات السنين.

نعم متى اجتمعت ايادينا جميعا على حجر واحد نلقيه في وجه أعدائنا فهو لا محالة حجر داود في وجه جالوت.

والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل

التعليقات

موضوعات ذات صلة