بقلم: فضيلة الشيخ خالد العدل
الأمر الذي فتحته شهادة الشيخ محمد يعقوب تجعلني أُسِرُّ في أذن المهاجمين للشيخ بمسألة كثيرا ما كررناها:
“بعض التيارات والمشايخ في مسائل كمسائل الجهاد والقتال ملكاتهم فيها ضعيفة جدا فعلا ولهم اختيارات عجيبة..”
وليس بكلامي هذا أقصد التقليل منهم، ولذا أحيانا ما شهدنا خروج فتاوى من علماء كبار جليلي القدر مشهود لهم بالعلم غريبة في بابها..
فلنضرب مثالا على ذلك..
ولنقل كيف نتصرف!؟
✴ المثال:
من الأمثلة الزاعقة في هذا الباب ما حدث في التسعينات من أحداث مخيفة ومرعبة بهدف التطهير العرقي في البوسنة والهرسك..
وانتقل بعض المجاهدين العرب وقتها من أفغانستان ليقاتلوا في البوسنة إيقافا لهذه المذابح الدموية ودفاعا عن أهلها البوسنيين.
ماذا حدث؟!
أفتى وقتها أحد أبرز علماء الأرض من مشايخنا الشيخ الألباني -حتى لا يحتار أحد- نور الله قبره وقدس روحه وجعل الجنة مأواه، أفتى بعدم جواز الذهاب ولا القتال في البوسنة..
فتوى غريبة مردها ما صرح به الشيخ أنه لا يوجد إمام ممكن والإمام الممكن شرط في الجهاد المشروع عند الشيخ!!
لا يمكن التشكيك في الشيخ الألباني رحمة الله عليه ولا علمه وقوة مناظرته، ولكن هذا منهجه في هذه القضايا..
ورغم أن صاحب المغني أشار للاختيار الصحيح في هذه المسألة قائلا:
(ولو عدم الإمام لم يؤخر الجهاد لأن مصلحته تفوت بتأخيره) لكن منهج الشيخ كان أغلب في اختياره الغريب والعجيب.
✴ كيف نتصرف!؟
نرى أن يكون التصرف “ببساطة” مع مثل هذه الفتاوى أو الاختيارات التي تصدم الأمة في بقائها، فعلينا أن:
- لا ننفى فضل العالم أو الشيخ أو الداعية.
- ندرك إمكانيات العالم أو الشيخ وطريقة تفكيره في الباب الذي يقع فيه فنبتعد عن سؤاله عنه و(توريطه).
- لا نخلط بين علم العالم ودعوته وبين اختلاط باب عنده فنحذف علمه بجرة قلم من أجل باب من العلم مهما عظم قدر هذا الباب.
وتنتهي المسألة..
ولكن دوما الأزمة ليست في خطأ الفتوى، ولكن كانت ولاتزال في عدم القدرة عند بعض الأخوة على التفريق بين (احترام العلماء وتقدير مكانتهم) وبين (تقديسهم ومنحهم حصانات عدم الخطأ ولا الزلل)..
✴ وأهمس:
بعض الأخوة وطلبة العلم -يا للأسف- عندهم قدرة أن يخطؤوا الإمام الشافعي أو الإمام أبى حنيفة ببساطة عجيبة، ودون فهم واع لدليلهم.. في الوقت ذاته يقدسون فتاوى واختيارات شيوخهم المعاصرين ويستحيل عليهم رؤية خطئهم في أي مسألة من مسائل العلم أو الواقع ومن هنا حدث التقديس المذموم.