المكتب الإعلامي للجماعة الإسلامية
هذا المشهد المؤلم لاقتحام قطعان المستوطنين الصهاينة لباحات المسجد الأقصى المبارك، تحت الحراسة المشددة من جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية الصهيونية، بالرغم من أنه مشهد أحزن وأدمى قلوب المسلمين جميعا ولكنه قطعا لا يرهبنا ولا يكسرنا.. فالأقصى للمسلمين والقدس ستبقى مسلمة، وعاجلا غير آجل ستسترد الحقوق وسيتطهر الأقصى من كل رجس ودنس ((فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)).
وإنما ما أفجعنا حقيقة إنما هو الصمت الإسلامي والعربي الرسمي المخزي، نحسب أنه لم يمر على الأمة يوم من الاستكانة والرضوخ لعدوها كهذا اليوم، نقصد بالطبع الاستكانة الرسمية، استكانة الأنظمة، والملوك والرؤساء والحكومات، فالذي كنا نسخر منه من بيانات الشجب والاستنكار، صرنا نتمناه ونحلم به، فحتى مثل هذه البيانات الجوفاء صارت هذه الأنظمة لا تقدر عليها..!!
ولا لوم على شعوب الأمة الإسلامية والعربية، والتي نعلم علم اليقين أنها لو أتيحت لها الفرصة لزحفت لتحرير الأقصى عن بكرة أبيها، ولكنها بكل أسف تُمْنَع حتى من التظاهر تعبيرا عن غضبتها للأقصى وفلسطين المحتلة، ولعل المتنفس الوحيد الذي أصبح متاحا لجماهير الأمة هي منصات التواصل الاجتماعي والتي باتت تعبر عما يجيش في صدور أبناء الأمة تجاه قضيتهم الأم والأولى دائما “فلسطين والأقصى”.
فإلى شعوب الأمة في مشارق الأرض ومغاربها.. ((اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)).. ((فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ)).. وتحية إعزاز ونصرة لإخواننا وأخواتنا المرابطين والمرابطات على ثغر الأقصى.. يضحون من أجله بأرواحهم وأنفسهم.. ((وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)).