بقلم: فضيلة الشيخ عبود الزمر
كتبت في مقال سابق عن الإنصاف وأوردت من بين علاماته، أن تذكر محاسن الخصوم، وأن تنفى عن مخالفيك أي إتهام ليس فيهم، ومن هذا الباب فما تردد من أن الرئيس الراحل/السادات ضالع في مقتل المشير/ أحمد بدوي وزير الدفاع الأسبق، وعدد من قيادات القوات المسلحة، ولقد نشرت مقالا حول هذا الموضوع عام ١٩٨٨، تحت عنوان: (السادات بريء من دم أحمد بدوى ورفاقه)ولقد ذكرت أن الحادثة قدرية وكان السبب هو حمولة زائدة من البلح السيوي اشتراها الضباط كهدايا بعد انتهائهم من استطلاع واجب العمليات في المنطقة، ووضعوا كراتين البلح عند مؤخرة الطائرة الهليكوبتر، ولما حاول الطيار التحليق عجز عن اجتياز سلك كهرباء الضغط العالي، فارتطمت مروحة الذيل به، وتهاوت الطائرة ببطء واصطدمت بالأرض ولم يتمكن أحد من فتح الباب، ولكن تمكن الطيار من كسر زجاج الكابينة وبالتالي نجاة من فيها قبل أن تنفجر الطائرة ويموت كل من فيها.
ولم يكن المشير أحمد بدوي صاحب التاريخ المشرف يمثل خطورة على السادات، بل كان بوسع السادات أن يستبعده بسهولة دون الحاجة إلى التخلص منه على هذا النحو الذي جرى، حيث كان معه عدد من مديري الأسلحة ونواب المديرين، وكبار القادة، ولم يكن يجمعهم أي موقف عدائي للسادات، ولو افترضنا وجود خلافات، كان من الممكن إحالتهم إلى التقاعد بسهولة في ذلك الوقت، دون الحاجة إلى تدبير حادثة مروعة كهذه.
ولقد جددت التبرئة بعد أن تجددت التهمة مرة أخرى دون أن يدرجوا شهادتي، ولقد اعتدت في حياتي العملية أن أذكر حسنة لمن ذكره خصمه بسوء في حضوري، وأن أدافع عمن وصمه أعداؤه بما ليس فيه، وهذا ما أمرنا به إسلامنا من إحقاق الحق والدفاع عن المظلومين، اسال الله تعالى أن يوفقنا جميعا إلى العدل والإنصاف مع الخصم قبل الصديق، وأن يعفو عن زلاتنا، وأن يرشدنا ويوفقنا إلى كل عمل صالح، إنه ولى ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.