القائمة إغلاق

شكرا كورونا

بقلم: الأستاذ محمد عمر

الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله وعلي آله وصحبه ومن والاه

وبعد

فقد اعتني ديننا الحنيف من خلال القرأن والسنة النبويه بالاهتمام والاعتبار من مرور الازمنه والسنوات وما يتخللها من أحداث فيها من العبر والدروس والمواعظ التي يفهما العامة من مؤمن وكافر ويعيها المتخصص من متعمق ومتمعن وذلك لما للحدث من سحر يملك النفوس ويغير الطباع والأخلاق واستغل ديننا الحنيف ومنها السنة التي اهتمت بهذه الناحية وجعل منها الرسول بابا من أبواب التربية والتعليم فجاء كثير منها في قال قصصي زمني مثل قصة اصحاب الغار والأعمي والأبرص والأقرع لتبق عبرها ودروسها للمؤمنين علي مر الزمان

قال أبو ذر رضي الله عنه يارسول الله ماذا كانت صحف ابراهيم وموسي قال

(كانت عبرا كلها)

كما أدرك إنسان القرن العشرين أهمية الأحداث والقصص التي تتخلل مرور الأزمنة والسنوات في التوجيه والتربية فأدخل المتخصصون ذلك في مناهج التعليم المختلفة وذهب أفكار الكثير من الكتاب والباحثين إلي تناول مثل هذه الأحداث بشكل هادف بما يثري مجالات الإنسانية والفكرية بل والعقائدية.

فقد رأينا ان نلقي الضوء علي أحداث عام مضي ليكون في تناول الحدث نواة خير وبذرة عمل صالحة وركيزة إيمانية نساهم بها لعل الله ينفع بها

فإن كان العام المنصرف حمل في طياته الكثير والكثير من الأحداث فلعل أبرزها علي الإطلاق هذا الوباء والبلاء لذي حط برحالة ضيفا ثقيلا علي النفوس في العالم أجمع مؤمنه وكافرة وما ترتب على زيارته غير المرغوب فيها من هلاك الكثير من النفوس وهلاك لموار الكثير من الإقتصاد في العالم أجمع

فكورونا هي أهم حدث إنساني في المائة عام الماضية فقد استطاعت أن توقف حركة البشر بشكل غير مسبوق حدث هذا في عصر كل مافيه يسير بسرعه فائقة وكبيرة فالفرد يتحرك بين القارات في ساعات والمعلومه تتحرك من الشمال إلي الجنوب في ثوان والمحصلة العليمة تتضاعف كل لحظة وكأن البشرية في قطار سريع لاشئ يقف في طريقه …..

ركابه لايرون سوي حدود عربتهم ……

ارتدوا لباس الأمن والطمأنية أخذوا زخرفهم وازينوا …..

ولسان أحدهم من الجبروت والكبر أن لن يقدر عليه أحد

ليحكم عليهم هذا الضيف الثقيل بالحبس والسجن في بيوتهم وعروشهم بل ويصرعهم

وهو أضعف خلق الله (ولله جنود السموات والأرض)

إنه جند من الله لاتراه العيون من الضألة بمكان يحمل بين جنباته بصمة عدل الله فاذا أحط برحالة الثقيلة علي الفقراء وسكان العشش ومساكن الإيواء فقد أصبح ضيفا ثقيلا علي أًصحاب القصور والعروس فالجميع أمام ميزان عدله سواء

فشكرا كورونا

فبعد هجومك الكاسح علي الجبابرة تبين لكل ذي عينين أن أمن الفرد جزء من أمن الكل وثبت للدول العظمي التي تسوق العالم إلي سباق محموم في التسليح أنها تمتك بما بين يديها من علوم وحضارة اسباب الهلاك ولايملكون لأنفسهم اسباب البقاء

فشكرا كورونا

فقد صرحت في قادة العالم ان الذي يهدد الدول والبشرية اليوم ليس الحروب بل الكوارث المزمنة كانتشار وباء شهدنا اثره المدمر علي العالم كله صحيا واقتصاديا وسياسيا

شكرا كورونا

فقد أرسلت رسالة عظيمة إن الدول التي استثمرت في الصحة والتعليم علي مدي عقود مضت وقدمتها لشعوبها كخدمة مجانية وحق أصيل لكل مواطن مثل (ألمانيا.. النرويج.. هولندا.. الدنمارك.. نيوزيلاندا) استطاعت أن توفر أسرة عناية كافية بمستشفياتها لمرضاها طوال فترة الازمة وبالتالي كانت وفياتها اقل بكثير من الدول التي لا تضع في اعتبارها الجانب الصحي في سياساتها وسيذكر التاريخ نماذج لقادة دول استطاعوا بإنسانيتهم ان يخلقوا قوة مجتمعية وعزيمة وقفت امام هذا الفيروس بأقل الخسائر وسيذكر التاريخ والعالم أن كثيرا من هؤلاء كانوا (نساء) مثل ميركل

وغيرها

فشكرا كورونا

فقد أيقن العالم أن خط الدفاع الاول لمثل هذه الاوبئة هو الأطقم الطبية والوعي الصحي

أما المحروسة مصر فقد بصقت كورونا في وجه منظومتها الطبية الفاشلة التي أغفلت صحة مواطنيها وأعطت درسا مهما في الإدارة الصحية وصرخت بشده علي نظام البلاد الفاشل ولسان حالها ان مستشفياتكم متهالكة وامكانياتكم هزيلة وادارتكم متخلفة فقد سقطت الوزاره في امتحان كورونا نتيجة تراكمات سياسات فاشله أهملت صحة المواطن المصري فأًبح هدفا سهلا للأمراض أو قل ضاع عمره بالموت في الوقت التي تمتلك البلاد فيه رأس مال كبير يتمثل في منظومه بشريه هائلة من أطباء وجهازهم المعاون من تمريض ومسعفين وفينيين يعملون مع هذه الجائحة بجهد وتفان في ظل ظروف غاية في الصعوبة مع امكانيات هزيلة في الوقت الذي كانت فيه الدولة سخية في الإنفاق هدرا علي الراقصات بحجة رسالة الفن وعلي لاعب الكره لتغييب العباد أما الأطباء وأهل العلم فليس لهم موضع قدم في بؤرة اهتماها ليصصح هذا الوضع المنقلب ويصبح اعلم هو مطلب العصر

شكرا كورونا

فقد فتحت أبوابا كبيرة أمام العلماء في تقدمهم العلمي للبحث والمعرفة في كل ماله علاقة بالفيروس سواء خواصة وطرق نقلة ونظام العلاج ومدي تأُيره علي الجهاز المناعي والدم والرئة وعشرات الأوجه الأخري التي تم دراستها ومن المؤكد أنها في قبضة منظمة الصحة العالمية ومن المؤكد أن هناك أبحاثا جديده بعد بمراجعة أدق واكثر عمقا كما قال لي أحد استشاري الأمراض الكتوطنه ان ملف كورونا مفتوح ولم يغلق بعد والتي من المؤكد أنها ستكتشف أن الكثير من الأستنتاجات التي يبني عليها قرارات الوقاية من المرض وبرامج العلاج كانت غير كافية إلأ ان محصلة معلومات الانسانية ستتضاعف والأغلب انه هذا سينعكس في شكل تقدم علمي وطبي كبير سينقذ كثيرا من امراض أخري في المستقبل

شكرا كورونا

وجهت كورونا فقد وجهت رسالتها للعالم ان تتعامل بجد مع كل الأمراض في وقت واحد بعدما تم تحجيم انتشار الفيروس ظهرت مشكلة ارتفاع الخسائر في الأرواح الناتجة عن امراض اخري لاعلاقة لها بالكورونا لكنها لم تلق الرعاية التي تستحقها وذلك لإنصراف وتوجيه جهدها وامكانياتا لكورونا فأغفلت الكثير من الأمراض الاخري فكلها وفيات تضاف الي حصيلة الوفيات الناتجة عن فيروس كورون كونها ترتبت عي وجوده

شكرا كورونا

فقد حدثتنا بلسان الناصح ان البشر يستطيعون التنازل غن كثر من سلبيات الحضارة المزعومة من الاختلاط المحرم والأخذ بأسباب الوقاية وأن حياتهم لاتتأثر لو تنازلوا عن كثير من ألوان البذح والاسراف المحرم في صالات الأفراح وان عجلة الحياة أفضل بدون كرة قدم تغيب بها الشعوب

شكرا كورونا

أنها أحيت فينا روح القرآن وأسرعنا نقلب صفحاته لنجيب للعالم حينما تساءل الناس من وراء هذه الجائحة فقلنا إن الله عز وجل قال عن جنس من الخلق بعد أن فضح طويتهم وأظهر خبث نياتهم وفساد سرائرهم وان الفساد جزء أصيل يجري في دمائهم مجري الدم من العروق ليكشف الله ستر مكرهم حينما يقول فيهم (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساد) إنهم اليهود

شكرا كورونا

فقد اجري الله علي ايدي اثنين من أطباء المسلمين التوفيق ليكتشفوا العلاج والمصل الواقي منك ليظهر نجم المسلمين في سماء العلم بين علماء العالم ويذكرونا بماض عظيم أنار العالم فيه علي ايدي علماء المسلمين في مجالات شتي فمن ينكر فضل علماء المسلمين في الطب والهندسة والرياضة والفلك يوم أن كان الغرب يرقد في ظلمات الجهل والتخلف

شكرا كورونا

فقد كان لي معك علي المستوي الشخصي ذكريات بعد اصابتي بك لأدخل بعدها في مراحل حرجة دخلت علي اثرها مستشفى العزل الطبي بعد كادت أن تؤدي بي إلي فشل في التنفس لولا لطف الله بي وفي أثناء الأزمة الشديدة وضيق النفس مررت بمرحلة قرب من الله لم أعهدها علي نفسي من قبل ودخلت في حسن ظن بالله إذا قضي الله أمرا أن يجعل فيه شهادتي فكم سألته إياها ولم يقع اختيار الله بعد فقلت لنفسي بعد أن عافاني الله (ومنهم من ينتظر)

وهذه خاتمة قولي وهدفه المنشود هو هدفنا الإيماني من استغلال الجائحة كأكبر درس لتقوية الجانب الإيماني من خلال استرجاع سنة الإبتلاء الذي في الأصل الأمتحان والأختبار

والله عز وجل يبتلي عبده بالصنع الجميل ليمتحن شكره ويبتليه بالتي يكره ليمتحن صبره

(ولنبلونكم بالشر والخير قتنه)

(فاللهم إني أعوذ بك من البرص والجزام والجنون وسيئ الأسقام) اللهم أمين

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم

التعليقات

موضوعات ذات صلة