القائمة إغلاق

بين إرهاب التصنيف وتصنيف الإرهاب

 بقلم /  أ.سعيد على   

أصبحت قضية تصنيف الأفراد والهيئات والمؤسسات والكيانات كمنظمات إرهابية أو إزالة اسمها من التصنيف تمثل نقطة محورية فى حركة الصراع بين الأنظمة والمؤسسات الدولية من جهة وبين الجماعات والتيارات والحركات المختلفة من جهة أخرى .

فمنذ أن أظهر الغرب مصطلح الإرهاب وانساق خلفه قادة الأنظمة المستبدة فى أوطاننا المنكوبة والامة تعانى من زيادة الإرهاب ؛ وتنامى التنظيمات المسلحة – كأنهم استحدثوا مصطلح الإرهاب ليزيد ويكثر لا لينحسر ويزول .

ولأنهم عن عمدٍ لم يربطوا الإرهاب بحدٍ جامع مانع يفيد الحصر والقصر . أصبح كل نظام يستخدم مصطلح الإرهاب كسلاح يحارب به كل مختلف معه فى الرأى أو فى طريقة الحكم أو نحوها . ومن ثم يصدر حكماً قضائياً تم طبخه مسبقاً فى مطابخ قضائية وقانونية لاعلاقة لها بأدنى قواعدالعدالة أو الدساتير.

ويترتب على الحكم القضائى ما ترتب من أثار فظيعة من سلب الحرية ؛ ومصادرة الممتلكات ، فضلاً عن التشنيع بالمصنفين وإلحاق العار بهم وبذويهم إلى يوم الدين.

ثم إذا انتفض أحد ليدافع عنهم أو ليقول لهم إن هذا التصنيف لا يعرف العدل ، بل هو ظلمُ وطغيان – قامت دنياهم ولم تقعد – كيف تعارض أحكام القضاء ،وكيف ترد حكم هؤلاء القضاة الشامخين ، أنت تطعن فى منظومة العدالة ،ومن ثم فأنت تحارب مؤسسات الدولة وتريد هدمها ، وعليه فأنت إرهابى يجب أن توضع على قوائم الإرهابيين .

وهكذا رأينا مصطلح الإرهاب يطلق كرصاصة حارقة على شباب من كيانات علمانية وليبرالية ، وإسلامية بل ولاعبى كرة وأصحاب شركات ومؤسسات إقتصادية – وربما لا يعرف فى تاريخ أىّ منها  أنهم استخدموا من قبل( سكين ) المطبخ فى تقطيع الطماطم والخيار فضلاً عن اتهامهم بالعنف والبربرية والإرهاب

ومن عجبٍ أيضاُ أن تلك الدول والمؤسسات تطلق مصطلح الإرهاب على جماعات إرهابية فى الحقيقة تقتل وتدمر وتحرق – ولكن  لأهداف ومصالح سياسية ثم تعود بين عشية وضحاها لترفع عنها التصنيف وتقول ” ليس من الحكمةتصنيف هذه الجماعةفى قائمة الكيانات الإرهابية” .

وهى كما  هى تقتل وتدمروتحرق . الذى تغير فقط هو المصلحة فى تصنيفها بين الأمس واليوم  و” جماعة الحوثى” أصدق وأقرب مثال على ذلك .

لقد أصبح الوصف بالإرهاب كشرب الماء لكثرته واعتياده حتى لم يعد مفزعاُ ولا مرعباُ كما كان من قبل لأن العالم أدرك جيداُ أن هذا المصطلح يستخدم إستخداماُ سياسياُ وقحاُ لا علاقة له بالحقيقة ولا الواقع ولأن الحركات والتيارات الفكرية المعارضة فى سائر الدول المستبدة تمر بمرحلة هزيمة وتراجع فإنها تتعاطى مع وصفها بالإرهاب دفاعاُ عن نفسها وسعياُ وراء الحجج والبراهين لتثبت برائتها من تهمة الإرهاب فتبقى فى الزاوية دائماُ تتلقى الضربات من كل جانب ولا تملك إلا الدفاع الضعيف الهش الذى لا يحمى وجهها من الكلمات وجسمها من الطعنات والوخزات

ولكى نفيق من غفلتنا ونعرف حقيقة الأمر فإن علينا أن نمتلك الشجاعة الكافية لنضع المستبدين وأعوانهم فى الزاوية وننهال عليهم بالكلمات فنكشف أستارهم ، ونفضح جرائمهم

إن خطابنا الإعلامى الدفاعى الضعيف يجب أن تخلوا منه أجندتنا وأن نتبنى خطاباُ هجومياُ نصف فيه كل المستبدين والطغاة وأعوانهم من الكتّاب والصحفيين والإعلاميين بالإرهاب وعليهم هم أن يدافعوا عن أنفسهم وأن يثبتوا عكس ذلك .

ان قتل النفس بغير حقٍ إرهاب سواء كان من الحاكم والمحكوم – والحبس والظلم والبطش والترويع والدفاع عن الظلم والقهر والإ ستبداد كل ذلك من الإرهاب سواء قام به فرد أو قامت به مؤسسة أو دولة . فكل الحكومات المستبدة إرهابية وكل الحكام المجرمين إرهابيون – وكل من أعانهم بكلمة أو بقضاء أو بدفاع فهو إرهابى وعلينا أن نصفه بذلك وأن نطلق عليهم هذا المصطلح حتى يلتصق بهم , فيكتوون بنيرانه , وتلحق بهم وبذرياتهم شناعته ، ساعتها وساعتها فقط سيعرفون فظاعة جرمهم فى اتهامهم للناس بالزور والبهتان

” ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئاُ فقد احتمل بهتاناُ وإثماُ مبينا”

التعليقات

موضوعات ذات صلة