القائمة إغلاق

بإذن الله سنعيد…!!

بقلم: فضيلة الشيخ علي الديناري

العيد فرصتنا ـ العيد شعيرة إسلامية وقربى تعبدية ـ وفرصة تربوية ـ وملحمة اجتماعية

الهدف من هذه الرسالة هو ألا تؤثر علينا الظروف الحالية سلبا في العيد فنحن في ظل البلاء النازل بانتشار وباء كورونا أحوج ما نكون لكل ما يجدد إيماننا ويرفع معنوياتنا.. أحوج الى أجواء العيد بما يناسب الظروف

ـ العيد في الإسلام ليس مقصدا ولا حكما واحدا بحيث نؤديه كله أو نتركه كله

لا…

ـ العيد مجموعة مقاصد أو أحكام أو سنن كل منها محبوب لله تعالى مشروع وكل منها له دوره وأهميته في حياتنا الإيمانية وصحتنا النفسية والروحية والاجتماعية لأن هذه الأحكام شرعها الذي خلق الحياة سبحانه فإذ طبقنا هذه الأحكام كانت حياتنا أفضل وأجمل واكمل

ـ شريعتنا مرنة والله تعالى يقول (فاتقوا الله ما استطعتم) والقاعدة الأصولية المأخوذة من مجموعة من أدلة القرآن والسنة معا مجتمعة تقول (ما لا يدرك كله لا يترك كله)

فاذا عجزنا عن القيام بأحد أحكام العيد فلا نترك بقية الأحكام

1ـ صلاة العيد مقصد وشعيرة فاذا لم نستطع الصلاة في جماعة كما نفعل كل عام فهل نترك صلاة العيد؟

كلا…

سنصلي على أي حال فلكل حال حكم (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) المهم أن لانترك صلاة العيد

سنسأل العلماء كيف نصلي وسنجد الإجابة سهلة فلا نتركها

2ـ التكبير مقصد وسنة وعمل صالح محبوب لله في هذا اليوم…

قال الإمام الشافعي: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي شَهْرِ رَمَضَانَ:

(وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ)

فَسَمِعْت مَنْ أَرْضَى مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْقُرْآنِ يَقُولَ: لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ عِدَّةَ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَتُكَبِّرُوا اللَّهُ عِنْدَ إكْمَالِهِ عَلَى مَا هَدَاكُمْ، وَإِكْمَالُهُ مَغِيبُ الشَّمْسِ مِنْ آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ شَهْرِ رَمَضَانَ…

ثم قَالَ الشَّافِعِيُّ:

فَإِذَا رَأَوْا هِلالَ شَوَّالٍ أَحْبَبْتُ أَنْ يُكَبِّرَ النَّاسُ جَمَاعَةً، وَفُرَادَى فِي الْمَسْجِدِ وَالأَسْوَاقِ، وَالطُّرُقِ، وَالْمَنَازِلِ، وَمُسَافِرِينَ، وَمُقِيمِينَ فِي كُلِّ حَالٍ، وَأَيْنَ كَانُوا، وَأَنْ يُظْهِرُوا التَّكْبِيرَ، وَلا يَزَالُونَ يُكَبِّرُونَ حَتَّى يَغْدُوَا إلَى الْمُصَلَّى، وَبَعْدَ الْغُدُوِّ حَتَّى يَخْرُجَ الإِمَامُ لِلصَّلاةِ ثُمَّ يَدَعُوا التَّكْبِيرَ…

إذا التكبير ليس مرتبطا بالصلاة عند الإمام الشافعي وغيره من الأئمة خلافا لبعضهم فاذا فاتتنا الجماعة في الصلاة فلنتمسك بالتكبير فهو أرضى لربنا…

وإحياء لسنة نبينا…

ومعالج لحالنا…

ومبدد لأحزاننا وهمومنا…

وأغيظ لشياطيننا…

3 ـ صلة الرحم في العيد مقصد وسنة ومحبوب لله تعالى فاذا لم نستطع أداء هذه الصلة بطريقة معينة فلنبحث ونبتكر طرقا بديلة

ليرى الله تعالى أننا حريصون على وصل ما أمر به أن يوصل ولعل الله أن يصلنا فنحن أحوج الى وصله.

4ـ الصدقة على الفقراء في هذا اليوم بالذات يوم العيد سنة لنغنيهم عن السؤال في هذا اليوم.

5ـ إدخال السرور على بيوتنا وأهلينا وعلى المسلمين جميعا مقصد ووسائله كثيرة وخصوصا المهمومين فلا نتركهم لتجديد الأحزان على فقد ذويهم.

ـ المهم أن نأخذ الأمر بقوة وجدية وهمة عالية…

ـ قوة وجدية تجعل فرصة العيد تأخذ بأيدينا للأمام رغم حالتنا النفسية وليس العكس فلا نستسلم لأجواء البلاء ونضيع فرصة العيد.

ـ قوة وجدية ترضي ربنا وتفرح أحبابنا وتغيظ أعداءنا الذين يغيظهم أي مظهر للإسلام أو شعيرة ظاهرة يذكر فيها اسم الله.

ـ القوة المطلوبة هي قوة في الحرص على السنن الممكنة وقوة في الدعوة إليها والعمل بها وجمع الأسرة عليها دون ملل أو يأس فسنقابل إحباطا من بعض الأسرة وتكاسلا وسآمة فلنستعد لها.

ـ أبناؤنا سيسهرون ليلة العيد ثم يحاولون أن يناموا قبيل موعد الصلاة فيفوتوها…

ـ صلاة العيد إرضاء الرب وفرحة القلب وغذاء الروح وسرور النفس ونشاط الوجدان فلا نضيعها…

وأذكَر كل الذين عيَّدوا من قبل في ظروف البلاء والمعتقلات كيف تغلبوا على شدة هذه الظروف واستطاعوا إقامة السنة برغم الكرب ورغم الحالات النفسية لكثير من أهل البلاء…

كيف أخذوا بأيدي البائسين بالحفز والتذكير والتشجيع والمثابرة…

مسؤولية كل أب وأم وجد وكبير عائلة ومعلم وداعية وشيخ وعالم ومسؤول أن يساعد من معه على التغلب على الأجواء المثبطة والمحبطة والقيام لإحياء ما يمكن إحياؤه من سنن العيد وأحكامه…

وتقبل الله منا ومنكم…

التعليقات

موضوعات ذات صلة