بقلم: م. أحمد كامل
((جيل فاشل.. عيال لم تترب))..!!؟؟ كثيرا ما تسمع هذه الكلمات كلما تغشَيت مجلسا أو جمعك في وسائل المواصلات حديثا مع من تعرفه أو لا تعرفه..
ولو نصبت موازين العدالة.. لحكمت بالفشل على جيل الآباء وليس جيل الأبناء..
جيل الآباء الذي تسلم أمانة أبناء.. لا خبرة لهم في حديث أو تفكير أو فهم للحياة..
تسلم أمانة أبناء.. فجعل كل همه ملئ أجوافها التي لن تشبع.. وتزيين ظاهرها بزينة لن تشفع.. بينما ترك عقولها ليملؤوها أعداؤها بمفاهيم مغلوطة ونماذج هدامة ممسوخة.. وترك أفئدتها لإعلام ممجوج يملؤها ميوعة أو بلطجة.
آباء تسلموا أمانة للأسف لم يكن كثير منهم على القدر الكافي من المسؤولية أو فهم الواقع المتغير لها.
فكانت النتيجة.. ضياع الأمانة.. جيلا ممسوخا.. فلا هو يحمل هويته الأصلية ولا يدري الكثير عن هوية أعدائه.
ترى لو عقدت مقارنة بين جيل الأجداد وجيل الأبناء.. بالطبع سيكون البون شاسعا.
ولكنى أسأل كل من يتهم الأبناء بالفشل والفساد..
هل ولد الأجداد يحملون معاني ومفاهيم التربية، والأدب والأخلاق؟؟!!
أم أن آباءهم ومعلميهم هم من وضعوهم على ناصية الطريق القويم!!
فكانت النتيجة.. ثمرة طيبة.. أصلها ثابت.. وفرعها في السماء.
يروى أن اليابان عندما أرادت أن تتعلم التقدم والرقي من أوروبا أرسلت مائة شاب ياباني في بعثة ليعودوا لبلادهم بنماذج للتقدم والرقى.. وبعد فترة عادوا، ولكن دولة اليابان لاحظت أن هؤلاء الشباب عادوا يحملون صور التقدم، ولكن بهوية أوروبية وأخلاق دخيلة على الشعب الياباني فكان عقابهم هو الإعدام في ميدان عام..!!!
فبرغم قسوة الرواية سواء كانت حقيقية أو رمزية.. فإن الهدف منها هو أن:
الكبار هم المسؤولون عن ضبط بوصلة العقول والهوية..
وأن التفريط في الهوية والأخلاق هو ضياع كل شيء ونهاية أليمة لن تُقَوَم إلا بعودة الهوية وضبط العقول..
إن أمتنا تحمل في جينات تاريخها نماذج لا يشق لها غبار في كل مناحي الحياة سواء العلمية أو الاخلاقية أو التربوية.. فضلا عن دين جاء ليتمم مكارم الاخلاق، بل وجعل حسن المعاملة بوابة له..
نعم لا ينقصنا الا أن نزيل الغبار عن هذا التاريخ الشامخ.. نعلمه لأبنائنا.. ليس بالقول والبلاغ.. بل بالعمل والنموذج..
إن الظلم الأدبي والأخلاقي الذي مورس على جيل الشباب كفيل بإهلاك أمة بأكملها..
فهل عسانا نتعاون لرفع هذا الظلم عن هذا الجيل.. ولا نترك البقية الباقية منه فريسة ضعيفة لأعدائنا!!