بقلم/ أ. سيد فرج
لا يلوح في الأفق الأثيوبي تعقل، أو رغبة في مراجعة المواقف المتعنتة، ولا نتنبؤ على المستوى القريب، بحلٍ أو تسويةٍ، تتبناها أثيوبيا، كما أننا نلمح مواقف الدول الكبرى، جميعها بلا استثناء، تصب في صالح أثيوبيا، سواء بشكل مباشر، أو غير مباشر، كما أننا نرصد الأيدي القذرة، التي تلوّح لنا كشعبٍ مصري، أن اتجهوا نحو إسرائيل، إذا أردتم ماءً عذباً فراتا، وإلا شربتم ماء صرفكم غير الصحي .
لا بديل إلا بقيام الشعب المصري، بكل أطيافه، وتنوعاته، ومعارضته، وموالاته، بإرسال رسائل واضحة، وصريحة، بأننا نشعر بالخطر، والتهديد الوجودي، الذي يتهدد مصرنا، حاضرها، ومستقبلها، وأننا جاهزون وعلى أتم الاستعداد للتضحية بكل غالٍ من أجل الدفاع عن حقوقنا التاريخية.
ولا يقول منافق، أو خائن لوطنه، أننا نستغل الظرف، أونبالغ، أو نقوم بإثارة الفتن، أو أننا ندعوا للشغب، فهل بعد تصريحات المسئوليين المصريين، في وزارة الخارجية، والري، والخبراء، والمتخصصون، وغيرهم، بأن مصر يتهددها خطر وجودي، يمكن الصمت؟؟
فهل بعد ذهابنا لمجلس الأمن، والاتحاد الأوربي، والجامعة العربية، والاتحاد الافريقي، يمكن الصمت؟ فهل بعد كل هذا التعنت الأثيوبي يمكن الصمت؟ أو هل يمكن التغابي، والقول بأنه لا يوجد خطر، وأننا في أيدي أمينة لن تضيعنا؟ فيجب على كل مصري، مسلم أو مسيحي، مؤيد أو معارض، داخل المؤسسات وخارجها، أن يقوم بدوره، إذا دعا داعي البذل، والتضحية من أجل مصر.
ولكن الآن يجب على الجميع، أن يرسل رسالة واضحة، لكل من في السلطة في مصر، ولكل شريف في المؤسسات المصرية، الحاكمة وغير الحاكمة، التنفيذية والقضائية والتشريعية، والجيش، أننا في خطر، ويجب عليكم التحرك، اليوم قبل الغد، ونحن معكم، وخلفكم، وأمامكم، وأن جبهتنا الداخلية، سوف تكون أقوى، وأكثر تماسكاً، إذا قمتم بواجبكم، في حماية حقوق شعبنا، وأجيالنا القادمة، وإلا سوف تلعنكم الأجيال، الحاضرة والقادمة، وستحملون الخزي جيلا بعد جيل .
ولقد كنت نبهت منذ عام2011 على خطر هذا السد، وحذرت من خطأ التوقيع على اتفاقية المبادئ سنة2015، وكتبت بحثاَ عن خطر هذ السد، في سنة 2016 واليوم أبريء ذمتي وأقول: لابد من التحرك…. لابد من التوحد خلف هدف واحد، وهو الدفاع عن حق مصر في مياه النيل، ونتناسي الخصومات ونوقف التنازع .
اللهم: احفظ مصر وأهلها ونيلها لأهلها.