القائمة إغلاق

الإستراتيجية المصرية لحقوق الإنسان: لماذا لا نتعامل معها بجدية؟ – بقلم: أ. سيد فرج

الأستاذ سيد فرج
الأستاذ سيد فرج

بقلم: أ. سيدفرج

عكس التيار أسبح، فسوف تهب في وجهونا، حتما، أمواجا هجومية، تحمل في طياتها نقدا لاذعا، وسبابا جارحا، يرسلها فريقان، متخاصمان، متباغضان، يمتلكهما حقد الانتقام، والرغبة في الاستئصال للآخر، كل منهما له مبرراته، في الهجوم الكاسح، غير العاقل أو المتأني.

فالفريق الأول:

هم جزء من المؤيدين للسلطة، بلا عقل، وبلا رغبة في الوصول إلي مافيه صالح هذا الوطن، وصالح أبناءه، على المستوى القريب، والبعيد، فهؤلاء هم الذين يرون أن هذه السلطة، لاتسأل عما تفعل، وغيرها هم المسئولون، فلاتعقيب، ولا نصح، والناقدون لما تقوله، أو تفعله، ومن يخالفهم في هذا، فهم الخائنون حقا.

فهؤلاء من وجهة نظرهم يرون ليس لي ولا مثلي إلا التطبيل، والرقص، لهذه الاستراتيجية، بل والقول بأنها مطبقة، حتى قبل إصدارها، وإلا فأنا وأمثالي خونة، إرهابيون، حاقدون، على الدولة المصرية.

وأما الفريق الثاني:

هم جزء من المعارضين للسلطة، وهؤلاء يرون، أن كل خير أوصواب، يصدر من السلطة في مصر (إن صدر) فهو شر وخطأ.

ويرون كل من يؤيد هذا الصواب أو الخير، أو حتى يتناوله بموضوعية، أو جدية ويقدم النصح فيه، فهو منبطح، متلون، باع القضية، وخان دماء الشهداء.

* والحقيقة:

أنني لست من هؤلاء، ولاهؤلاء، ولا أتمنى أن أكون، ولكنني أراقب، وأتابع، كل ما هو متعلق بوطني الغالي مصر، سواء صدر من السلطة أو غيرها، وأتناوله (قدر استطاعتي) بالتأييد أو النقد أو النصح، حسب ما أرى فيه خير لديني، ووطني، وقضيتي العادلة، ولا يمنعني من هذا هؤلاء، ولاهؤلاء، لذا سوف أتعامل مع هذه الإستراتيجية بجدية.

والتعامل بجدية، مع هذه الاستراتيجية، يكون بتناولها بموضوعية، وتقديم الرأي والنصح، لكي يتم استفادة كافة المواطنين المصريين منها، لأقصى درجة، سواء في مجال الحقوق أو الحريات، وسواء كان هؤلاء المواطنين مؤيدين للسلطة، أو معارضين لها، وسواء كانوا يتمتعون بالحقوق السياسية، والأساسية أم لا ، وسواء كانوا معتقلين، أو مسجونين، أو أحرارا.

لما تقدم أرى من وجهة نظري أن طرح هذه الاستراتيجية، جيد، ومفيد، ويجب استثمارها، بعيدا عن مناقشة محتواها.

أولا: لماذا طرح الاستراتيجية جيد؟

أقول: أن صدورها دليل على أن السلطة ترى، أن ملف حقوق الإنسان في مصر، فيه إشكالية حقيقية، ويمثل لها تحدي، ويحتاج إلى طرح استراتيجية.

ثانيا: لماذا طرح الاستراتيجية مفيد؟

كل طرح تطرحه سلطة ما في بلد ما (حتى ولو بشكل نظري) لابد وأن تقوم هذه السلطة، ببعض الإجراءات، التي يستفيد منها، كل أو بعض الشرائح المستهدفة، من المواطنين، وهذا شيء مفيد، ولو جزئيا أو وقتيا، وهذه الفائدة لايتفهمها إلا من عاش (الضيق) وتم التخفيف عنه، ولو جزئيا، أو وقتيا، كالأسرى، أو المرضى، أو أصحاب المظالم، فهؤلاء وأمثالهم، يتمنون التخفيف أو التمتع بالحقوق ولو جزئيا.

ثالثا:لماذا يجب استثمارها؟

ببساطة، حتى لا نشعر بالتقصير، والندم، على عدم الاستفادة، من أي طرح يمكن أن يتم التخفيف به عن المستضعفين، أو البناء عليه، لإيجاد حياة كريمة، لكل المصريين.

وهنا نطرح مقترحات، ومطالب، في إطار التعامل بجدية، ولمحاولة تفعيل هذه الاستراتيجية، ونلخصها في المحاور التالية:

المحور الأول :

المطلوب والمقترح:

١-عدم حرمان السجناء من الزيارات، لأنها ليست حق لشخصه فقط، بل حق لأسرته، وله كإنسان بعيدا عن شخصه كالمأكل والمشرب، لايمكن حرمانه منهما.

٢- تفعيل الإفراج الشرطي، عن كبار السن، والمرضى، والذين يعولون آباءهم.

٣- إصدار عفوا بشكل دوري ومنتظم عن السجناء.

٤- إصدار قرار بوقف تنفيذ أحكام الإعدامات.

٥-تحسين الظروف المعيشية والرعاية الصحية للسجناء.

المحور الثاني:

المطلوب والمقترح :

١- ترك مساحات أكبر للتعبير عن الرأي، في وسائل الإعلام المختلفة داخل مصر.

٢- إجراء انتخابات المحليات، وترك مساحة لمن يريد خدمة وطنه، من كل التيارات.

٣- السماح بعودة الأحزاب، التي تم حلها أو تجميدها، وترك المساحة للعمل السياسي القانوني.

٤- اتخاذ الإجراءات التي من شأنها تفعيل إمكانية المشاركة السياسية، لكل من يريد من أبناء الوطن.

المحور الثالث:

المطلوب والمقترح:

١- اعتماد استراتيجية، لتوفير السكن المناسب، من الناحية المادية، والمعيشية، للمحتاجين بأسعار أقل مما هو معروض في السوق العقارية.

٢-اعتماد استراتيجية، لتوفير الرعاية الصحية المناسبة، وبتكاليف أقل، لمحدودي ومتوسطي الدخل.

٣- اعتماد استراتيجية، متطورة في مجال التعليم بمراحله الأربعة بحيث يكون التعليم متاح لكل أبناء الوطن باعتباره حق للمواطن من جهة وواجب عليه من جهة أخرى.

وفي الختام :

أقول: أنني كمواطن مصري، أتمنى أن ينال المصريون حقوقهم الأساسية، والإنسانية، في ظل وعلى يد أي سلطة كانت، فهمي هو كيف نحيا، ويحيا كل مصري؟ كل مصري، بصرف النظر عن دينه، أو لونه، أو فكره، او خياراته السياسية، أو الفكرية، حياة حرة، كريمة، عادلة.

‌اللهم: احفظ مصر, واهلها, من كل مكروه، وسوء.

التعليقات

موضوعات ذات صلة