بقلم: المهندس علاء رجب
لا أدري ما هذه الفرحة وهذه الشماتة في معسكر أعداء الربيع العربي بهذا النصر الباهت في تونس.
تونس بلد صغير جدا.. موارده قليلة.. نسبة كبيرة من شعبه متحرر متأثر بالعادات الاوربية خاصة الفرنسية.
الحركة الاسلامية هناك ليس لها تأثير قوي كغيرها من الدول العربية ومكسب الاخوان في الانتخابات البرلمانية لقدرتهم على الحشد واتقانهم للعبة الانتخابات وليس لتواجد أو تأثير جارف في المجتمع.
بمعنى أن الانقلاب في تونس ليس نصرا حقيقيا لمعسكر الثورة المضادة وإنما هو نصر رمزي لا يستحق هذا الفرح والشماتة.
لكن!!!!!!.
لعل انقلاب تونس يكون هدية السماء للحركات الاسلامية في العالم العربي والاسلامي.
لعله يكون نقطة البداية كما كانت ثورة تونس هي نقطة البداية للربيع العربي.
كيف؟؟؟؟؟.
تجربة الحركة الاسلامية خلال العشر سنوات هي عمر الربيع العربي تجربة مريرة وأليمة تحتاج لمراجعة ودراسة وتحتاج لخطة جديدة وفكر جديد.
الحركة الاسلامية يجب أن تحدد خيارتها من الان والانتظار ليس في مصلحتها.
الحركة الاسلامية يجب أن تجيب على اسئلة كثيرة وتكون الاجابات ميثاق لطريق ومنهج جديد.
على سبيل المثال:
هل كانت المشاركة السياسية وتكوين الاحزاب والمنافسة على ادارة دول الربيع العربي فكرة راجحة أم كانت تجربة فاشلة؟
هل ترك السياسة والاختصار على الدعوة والعمل الاجتماعي كان هو الخيار الأصح؟
هل كانت تحالفات الحركات الاسلامية واداراتها للمرحلة الانتقالية وحساب توازن القوى في المجتمعات عشوائية أم ناتجة عن دراسة صحيحة؟
هل رفع شعارات السلمية والتمسك بها على مدار السنوات الماضية كان هو الخيار الصحيح؟
لو استقبلت الحركة الاسلامية ما استدبرت من أمرها ماذا كانت ستفعل؟
يجب على الجماعات والحركات أن تسرع وتشكل لجان وورش عمل لا لتدرس وتنظر فقط، بل وتتخذ قرارات وخطوات وماذا نحن فاعلون في الأيام المقبلة.. وما هو الخيار الأمثل في هذه الأيام.. حتى وإن كان القرار قرارا سلبيا بتجميد الحركة أو الاكتفاء بالدعوة أو غيرها من القرارات.. ولكن ترك الامور هكذا وعدم الاعتبار بما يحدث من أحداث فليس في صالح الحركة الاسلامية.
السكوت ليس دائما من ذهب، والاجابة ليست دائما تونس.