القائمة إغلاق

افرحوا… فلرب نية سبقت عملا

بقلم: فضيلة الشيخ علي عبد الظاهر

تذكرت اليوم خطبة عيد الأضحى في ميدان عابدين سنة ١٩٨٦ تلك الخطبة الماتعة التي خطبها الدكتور محمود حب الله حفظه المولى ورعاه وهو يشاور على جموع المصلين ويقول صليتم ثم يشاور على العساكر وجنود وضباط الأمن المركزي ويقول ولم يصلوا وقد كانوا يحيطون بالمصلين غير أن أغلبهم كانوا بيننا وبين القصر

وقد قبض على الشيخ بعدها وعرض هو وآخرون على النيابة

وراح رئيس النيابة يستجوبه

وأخذ يسأله بعض الأسئلة التقليدية

ثم توجه اليه بسؤال لولبي ألمعي حاذق وقدم له قائلا:

“طيب أنت اعترفت انك خطبت العيد أكيد عارف مين اللي أذن..!؟”

فابتسم الشيخ وراح يبين له انه لا آذان

وجزى الله خيراً الذين صمدوا وأصروا على صلاة العيد في الخلاء لأنهم أحيوا سنة كانت قد ماتت ومازال بعدها العمل بهذه السنة حتى عامنا هذا وقد حرمنا من الجماعات كلها.

وها نحن اليوم تتقطع أكبادنا وقد مر علينا حوالي شهرين ويأتي علينا وقت الصلاة ولا يؤذن لها في المسجد بجوارنا ويأتي يوم الجمعة وقد حرمنا من صلاتها في بيوت الله حيث امر ربنا.

ويأتي علينا العيد ولم نصل لا في الخلاء ولا في مسجد.

يارب وقد بلغ بنا الضيق مبلغه وبلغ بنا الكرب ما بلغ وإخوان لنا قد قضوا شهداء متأثرين بالوباء وبمرضهم.

اللهم لا تفتنا بعدهم ولا تحرمنا أجرهم واغفر اللهم لنا ولهم.

ربنا لنا أخوة مرضى اللهم اشفهم وعافهم واعف عنهم ولا تفجعنا في احد منهم.

اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا وأهلنا وأموالنا… اللهم استر عوراتنا وأمن روعاتنا في الدنيا والآخرة.

ربنا عزاؤنا أننا لن نحرم أجرا فنيتنا الصلاة وإظهار شعائرك.

فاللهم لا تؤاخذنا ربنا بذنوبنا ولا بما فعل السفهاء منا واصرف عنا الوباء والبلاء الذي باعد بيننا وبين مساجدنا وجعل العالم كله في هم وغم ونكد.

واللهم فرج عن إخواننا في السجون وفك اللهم قيدهم وعافهم واعف عنهم واشف اللهم مريضهم وتولى اللهم أمرهم واصرف اللهم البلاء عن بلادنا.

والحمد لله على نعمة الإيمان والإسلام والطاعة والصلاة.

والصلاة والسلام على رسول الله

ولنفرح ولنسعد… لم لا وربنا الله

وقد قال تعالى

((قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ))

والله أكبر كبيرا

التعليقات

موضوعات ذات صلة