بقلم: فضيلة الشيخ علي الديناري
ـ كنا في شبابنا نندمج مع أصدقائنا أكثر من أقاربنا ونفرح جداً بالوقت نقضيه مع أصدقائنا وزملائنا بينما نتايضق عندما يطلب منا أهلنا صلة أرحامنا وزيارة أقاربنا اذا لم يكن لهم أبناء في سننا نحبهم.
ـ كان الواحد فينا ينفق بسخاء مع أصحابه ولايفكر في هدية لأقاربه.
ـ يلتزم بوعود الأصدقاء باعتبار هذا الوفاء من الرجولة وأن مخالفته تصغره في عين زملائه، بينما عند حقوق أقاربه هو دائما مشغول.
ـ كنا نتوقع ان هذه الصحبة الحميمة والحب الخالص سيدوم ولانتصور أن ينقطع أو يُنسى والكلام في هذا كثير جدا، باختصار:
ـ كانت علاقاتنا أيام شبابنا وغفلتنا يحكمها الحب والهوى أكثر من محاولة التعبد لله تعالى وإرضائه وطاعته بهذا العمل الصالح “صلة الرحم”
ـ بعد أن عرفنا معنى العبادة
ـ وبعد أن جربنا كثيرا وتقلبت الصداقات ورحل من رحل وتغير من تغير ونسي من نسي وتباعد من تباعد وحالت الدنيا بيننا وبين البعض أثبتت الأيام :
ـ أن شرعنا أحكم بكثير من هوانا،
ـ وأن سنة نبينا أفيد لنا من رغباتنا،
ـ وأن القاعدة الشرعية “الأقربون أولى بالمعروف” أحب الى الله وأفيد لنا في حياتنا وإنفاقنا
ـ فقرابة الدم باقية مهما تباعدت المسافات وتقلبت التقلبات ولذا فهي أولى بالصلة وأداء حقوقها
ـ وأكدت لنا التجارب بركة صلة الرحم وقول النبي صلى الله عليه وسلم (من أراد أن يُبارَك له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رَحمه)
ـ وأن الأَولى بالدعوة هم الأقارب لوصية الله تعالى لنبيه (وَأَنذِرْ عَشِيِرَتَكَ الأقْرَبِيِن)
ـ وقد وجدنا في الواقع أن أقوانا إيمانا أقوانا صلة لرحمه ولذا فإن المشهود لهم بحسن الخلق غالبا واصلون لأرحامهم.
ـ وأن قول النبي صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله) مقياس حقيقي للإيمان
ـ والجمع بين صلة الرحم وأداء حقوق الأخوة في الله والأصدقاء ممكن
ـ وصلة الرحم عبادة وعمل خالص لله تعالى ولا تكون المعاملة فيها بالمثل بل يؤدي فيها المؤمن ما يبرئه امام الله على الأقل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس الواصل بالمكافيء) أي الذي يرد بالمثل (ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) رواه البخاري
وخيرهما الذي يبدأ بالسلام
الصالحون اذا رغبوا في تجديد صلة الله لقلوبهم تواصلوا مع أرحامهم ففتح الله على قلوبهم من وصله ولطفه وبره ما يؤنس قلوبهم
والمؤمنون تحدثهم أنفسهم ويوسوس لهم الشيطان ولكن سرعان ما يذكرون الله والآخرة فيذهب حديث النفس والهوى والوساوس ويحضر سلطان الإيمان والعقل والقلب المؤمن فيصل إلى لحظة الكشف ونور الوصل ونعيم الصلة فيتمتع بالقرب فيقوم لله قومة اتصال وصلة تبدد ظلام الهجر ووحشة القطيعة..
اللهم وفقنا لرضوانك